تقرير : لواء مصري يعلق على التطورات العسكرية المتسارعة في إثيوبيا

 

علق المحلل العسكري المصري اللواء السابق سمير راغب على آخر مستجدات الأوضاع العسكرية في إثيوبيا، معتبرا أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد "لم يتقبل حقيقة الكارثة".

 

وفي تصريح خاص لـRT قال اللواء راغب إن "الجولة الحالية من الصراع في إثيوبيا بدأت في نوفمبر 2020 بهجوم وحصار يهددان بقاء شعب تيغراي، نفذه الجيش الإثيوبي بدعم من ميليشيات أمهرة وبدعم إريتريا، لكن قوات تيغراي قلبت الطاولة عسكريا".

 

وأضاف أن "قوات تيغراي لم تهزم قوات الدفاع الوطني الإثيوبية فحسب، بل دمرتها تماما، و استولت على أكبر قاعدة عسكرية في شمال إثيوبيا داخل الإقليم، وحتى شهر يوليو الماضي كانت حصلت على أكبر عدد من الأسرى في تاريخ إفريقيا.".

 

وأشار إلى أن "النية المعلنة لحكومة تيغراي هي إجبار الحكومة الفيدرالية على التفاوض بشأن النقاط السبع التي أعلنت عنها في 4 يوليو نتيجة فشل الحكومة الفيدرالية في التفاوض بجدية، واستخدمت قوات الدفاع تيغراي تفوقها العسكري لشن تهديد مضاد إلى أديس أبابا، حتى وصلت في نوفمبر، أي بعد عام من الصراع إلى تخوم العاصمة عبر إقليم أمهرة وإقليم عفر في عدة محاور".

 

وتابع أن هذه القوات "نجحت بالوصول إلى مواقع استراتيجية تتقاطع مع طريق أديس أبابا - جيبوتي، والذي يصل بين العاصمة والموانئ البرية في إقليم عفر، وإقليم الصومال الإثيوبي".

 

وأضاف أن "آبي أحمد وأتباعه المتحمسون لم يتقبلوا حتى الآن حقيقة الكارثة العسكرية الأخيرة، ويأملون أن يتمكنوا من تعبئة الرجال والمواد بسرعة أكبر مما تمكن قوات دفاع تيغراي و حلفائها من جيش تحرير أورومو بالتقدم على أربع محاور في اتجاه العاصمة، ومحور خامس يتقاطع فيه القوتين على الطريق الدولي".

 

وأردف قوله: "بالفعل دعا أبي أحمد إلى تعبئة جماهيرية للميليشيات وإرسال عشرات الآلاف من المجندين إلى الخطوط الأمامية لكن ضعف الكفاءة القتالية وانخفاض الروح المعنوية وغياب عقيدة القتال جعلهم يفضلون الهروب أو الأسر عن قتال قوات تيغراي.

 

ولفت إلى أن "الحكومة الفيدرالية بدأت الاعتراف بالهزائم عندما أصبحت قوات تيغراي على بعد 380 كلم من العاصمة الإثيوبية، ثم أصبحت مناطق على مسافة أقل من 200 كلم من أديس أبابا تحت سيطرة قوات تيغراي وأورومو".

 

وتابع: " تبقى فقط أربع مدن أمام قوات تيغراي للوصول إلى أديس أبابا وهي: شيواروبيت، دبرسينا، دبريهان وساندافا".

 

وأشار إلى أنه "لا شك أن السقوط السريع لمدن استراتيجية في غلاف أديس أبابا يعكس تفوق قوات دفاع تيغراي وجيش تحرير أورومو، لكنها تعكس أيضا عدم وجود مقاومة من أهل المناطق، إما لأنهم غير مقتنعين بقدرة نظام آبي أحمد على البقاء، أو عدم رضاهم عن طريقة الحكم، أو كونهم لا يعتبرون أنفسهم طرفا في الصراع بين أمهرة وتيغراب".

 

واعتبر أن "تخطي القوات المناهضة لآبي أحمد هذا الغلاف، يدخلها في حرب مدن داخل العاصمة الإثيوبية، وعادة يتم الاستسلام بدون قتال، لأن الميليشيات الموالية للنظام سوف تجبر للدفاع عن مناطقها و ليس العاصمة، وأهل المدن بصفة عامة لا يميلون للقتال في مواجهة عناصر نجحوا في مرات سابقة في إسقاط النظام من خلال الوصول بقوات تيغراي الى العاصمة".

 

وأشار إلى أن "حلول اللحظات الأخيرة بالخروج الآمن لنظام الحكم بدلا من الحرب الأهلية، لن تقبلها أي قوة إقليمية أو دولية، وسيكون الدخول في عملية سلمية لتشكيل حكومة انتقالية من 9 جماعات تحارب أو تعارض النظام على المحك، بغرض تفعيل الفيدرالية والحكم الذاتي، كبديل عن محاولة المركزية التي سعى آبي أحمد لتنفيذها".

 

وأضاف أن "هذا السيناريو أصبح وشيكا، ربما يحدث في خلال الأيام القليلة القادمة أو يستغرق بعض الوقت، لكن تجارب الصراع السابقة تؤكد احتمالية حدوثه بعد انسداد أفق الحوار الوطني الشامل".

ناصر حاتم ـ القاهرة

المصدر: RT

 

 

نداء الوطن