نداء الوطن
أثارت المجاعة الكارثية في قطاع غزة شرخًا غير مسبوق داخل أوساط "حركة ماغا" المؤيدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مما ألقى بظلاله على العلاقة التقليدية بين اليمين الأميركي وإسرائيل.
وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فإن الحزب الجمهوري، الذي لطالما كان داعمًا ثابتًا لإسرائيل، يواجه اليوم تمردًا داخليًا بين الشباب المحافظين من حركة "ماغا"، على خلفية الصور المروعة للمجاعة والدمار في غزة، بالإضافة إلى تساؤلات متزايدة حول الدعم المالي والعسكري اللامحدود لإسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن مشاهد الأطفال الجوعى والدمار الواسع باتت تعيد صياغة أولويات حركة "أميركا أولًا" (MAGA)، إذ يرى عدد متزايد من الجيل الجديد من المحافظين أن إسرائيل ليست سوى حليف يستنزف خزائن واشنطن.
في هذا السياق، أصبحت النائبة الجمهورية البارزة مارغوري تايلور غرين أول عضو من الحزب الجمهوري تصف العمليات الإسرائيلية في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، وهو وصف غير مسبوق داخل الكونغرس من جهة جمهورية.
وفي تحول لافت، اعترف ترامب نفسه بوجود "مجاعة حقيقية" في غزة، رغم دعوته المتكررة لإسرائيل بـ"إنهاء المهمة" ضد حماس. كما كشفت مصادر أمريكية عن خلافات عميقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب تداعيات الحرب على صورة إسرائيل دوليًا.
وذكر "أكسيوس" أن هجمات المستوطنين ضد الجماعات المسيحية في الضفة الغربية، إلى جانب قصف كنيسة كاثوليكية في غزة، فاقمت من غضب مؤيدي ترامب، خصوصًا من الشباب المسيحي المحافظ، الذين لم يتأثروا بالخلفيات التاريخية التي شكّلت مواقف الجمهوريين الأكبر سنًا تجاه إسرائيل.
ومع إدراك نتنياهو لهذا التآكل في الدعم الأميركي الشعبي، سعى لظهور ناعم عبر مقابلة مع مجموعة "نيالك بويز" المؤيدة لترامب على يوتيوب. لكن المقابلة أثارت موجة انتقادات، وُصفت بأنها محاولة فاشلة لتلميع صورة "مجرم حرب".
ويواجه الجمهوريون معضلة استراتيجية في الداخل، إذ يتصاعد الجدل بين أنصار ترامب حول مدى توافق الدعم الأميركي السخي لإسرائيل مع مبادئ "أميركا أولًا"، في وقت تكافح فيه الولايات المتحدة تحديات اقتصادية داخلية.
ورغم أن استطلاعًا جديدًا لمؤسسة "غالوب" أظهر أن 71٪ من الجمهوريين ما زالوا يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن التأييد الأميركي العام انخفض إلى 32٪ فقط، مما يعكس تآكلًا واضحًا في الدعم الشعبي لإسرائيل على مستوى القاعدة الأوسع.