القدس – نداء الوطن
عقب انسحاب حزبي ديجل هتوراه وأغودات يسرائيل من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بات موقف حزب شاس وزعيمه أرييه درعي محط ترقب، في ظل الغموض الذي يحيط بخطوته القادمة وتأثيرها المحتمل على مصير حكومة بنيامين نتنياهو.
ورغم حرص درعي على التنسيق مع الحريديم الأشكناز، إلا أنه لم ينضم رسميًا إلى الانسحاب، مفضلًا لعب دور الوسيط الحذر، الذي يمنح نتنياهو فرصة تكتيكية لإعادة ضبط الأمور قبل الانهيار الكامل.
🟡 ثقل سياسي واستراتيجية تدرجية
يتمتع حزب شاس بثقل حكومي أكبر من لواء التوراة، إذ يشغل ما لا يقل عن 6 وزارات، في مقابل مناصب أقل حيوية لدى الأحزاب الأخرى. ويدرك درعي أن الاستقالة في هذا التوقيت تعني خسائر سياسية وعملية جسيمة، لذا يتحرك بحذر، في إطار خطة تبدو منسقة مع الحريديم الأشكناز: انسحاب تدريجي يبدأ بالضغط ثم التهديد.
وفي حال فشل نتنياهو في احتواء الأزمة، قد يُقدم شاس على الانسحاب النهائي نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل، مع محاولة تعديل صيغة "قانون التجنيد" ليصبح مقبولًا لدى حاخامات شاس دون أن يؤدي لسقوط الحكومة.
🔻 درعي: الوسيط المسؤول
سلوك درعي يعكس رغبة في عدم حرق الجسور، والحفاظ على توازن دقيق بين مصالح حزبه والتزامات التحالف، غير أن غياب التوصل إلى حل خلال أيام قد يدفع شاس إلى فك ارتباطه بالائتلاف، مما يُغرق حكومة نتنياهو في أزمة قد تكون القاضية.
🔻 سيناريو انهيار الائتلاف
بعد انسحاب "يهدوت هتوراه"، تقلص عدد أعضاء الائتلاف إلى 61 عضوًا فقط، ما يعني فقدان الأغلبية البرلمانية الفعلية. وإذا انسحب شاس أيضًا، فسينخفض العدد إلى 49 نائبًا فقط، وهو ما يشل قدرة الحكومة على تمرير القوانين ويضع مستقبلها على المحك.
ورغم غياب أغلبية لحل الكنيست حاليًا، فإن المعارضة تسعى لجمع توقيعات لإعادة طرح قانون حل الكنيست قبل الموعد القانوني، وقد يصل القانون مجددًا للتصويت قريبًا، في حال تم تأمين العدد اللازم (61 توقيعًا).
🔻 قانون التجنيد نقطة الانفجار
من جهته، شدد يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الأمن في الكنيست، على ضرورة إقرار "قانون تجنيد إلزامي حقيقي"، رافضًا ما وصفه بـ"التحايل" لشرعنة التهرب من الخدمة العسكرية. وقال: "إما قانون تجنيد فعلي، أو لا شيء".
وفي ظل هذا الانسداد، يبقى السؤال المطروح: هل سينجح نتنياهو في تقديم صيغة تسوية تُعيد الحريديم إلى الطاولة؟ أم أن حزب شاس سيُنهي لعبة التوازن ويُسقط الحكومة رسميًا؟ الإجابة قد تتضح خلال الساعات الـ48 المقبلة.