كدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، مقتل القيادي البارز في حركة "حماس"، محمد السنوار، في هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي استهدف موقعاً في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأسفر عن مقتل شخصيات بارزة أخرى في الحركة.
ونقلت القناة الإسرائيلية "14" عن مصادر أمنية قولها إن تصفية السنوار تمثل "ضربة نوعية" لحماس، مشيرة إلى أن التقديرات تشير إلى قرب تعيين القيادي عز الدين حداد، أحد كبار قادة الحركة، رئيساً للجناح العسكري في غزة خلفاً له.
من جانبها، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن "خلافات حادة" بين محمد السنوار وقادة حماس في الخارج ساهمت في كشف مكان تواجده، وأدت في النهاية إلى تصفيته. وذكرت أن السنوار عقد اجتماعاً سرياً لقيادة خلية العمليات التابعة له بعيداً عن مواقع احتجاز الأسرى، ما أضعف مستوى الحماية التي وفرتها لهم هذه المواقع.
وبحسب الصحيفة، استغل الجيش الإسرائيلي هذا "الانفصال المؤقت" عن مواقع الأسرى، ووجه ضربة جوية دقيقة إلى نفق كان يُعقد فيه الاجتماع ضمن مجمع مستشفى الأوروبي في خان يونس، ما أدى إلى مقتل السنوار ومرافقين له.
ويُعد محمد السنوار، الشقيق الأصغر لقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، من أبرز المطلوبين لدى جهاز "الشاباك" والجيش الإسرائيلي، ويُتهم بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من أكتوبر 2023. كما كان من أشد المعارضين لأي اتفاق تبادل أسرى، وفق ما نقلته "معاريف".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف مع قادة حماس في الخارج بلغ ذروته مؤخراً بعد أن قرر هؤلاء الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، بضغط أميركي، الأمر الذي أثار غضب السنوار واعتبره "قراراً مفروضاً بالقوة".
وبحسب "معاريف"، دعا السنوار لاجتماع موسع لقيادات من جناحه العسكري لمناقشة الرد، لكن غياب الإجراءات الأمنية الكافية مكّن إسرائيل من رصد تحركاته وتنفيذ الهجوم الذي أدى إلى مقتله.
وتعد هذه العملية، وفق مراقبين، تطوراً بارزاً في مسار التصعيد المستمر في غزة، مع ترقب ردود فعل محتملة من قبل حركة "حماس"، سواء ميدانياً أو سياسياً.