أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، في مقال تحليلي نشرته صحيفة فايننشال تايمز، أن إسرائيل تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم بعد مرور نحو 20 شهراً على هجمات 7 أكتوبر 2023. فإما التوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى وينهي الحرب، أو الدخول في جولة قتال جديدة يقودها بنيامين نتنياهو سعياً وراء "نصر كامل" على حماس.
وأوضح باراك أن نتنياهو يراهن داخلياً على دعم وزراء اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يطالبون بإعادة احتلال قطاع غزة، بينما يواجه خارجياً ضغوطاً متزايدة من واشنطن وحلفاء غربيين، حيث حذر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نتنياهو من التخلي عنه في حال استمرار الحرب، في حين علّقت بريطانيا محادثات تجارية مع إسرائيل، وتزايدت المطالب الدولية بزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
وبحسب باراك، فإن التوصل إلى اتفاق يمثل فرصة لإنقاذ الأسرى وإنهاء الكارثة الإنسانية وبدء إعادة الإعمار، وفتح آفاق تعاون إقليمي يشمل السعودية ومشاريع اقتصادية كبرى. غير أن نتنياهو يرفض هذا المسار خوفاً من انهيار ائتلافه المتشدد وفتح ملفات محاسبة بشأن فشل السابع من أكتوبر ومحاكمات الفساد.
ويشير باراك إلى أن استمرار الحرب يمنح نتنياهو "حماية سياسية"، لكنه يعتبر ذلك "كارثة استراتيجية"، مؤكداً أن القضاء التام على حركة حماس غير ممكن وسط مليوني مدني. ويرى أن الحرب الحالية لا تهدف لحماية أمن إسرائيل، بل لبقاء نتنياهو السياسي.
ويقترح باراك خطة بديلة تشمل تشكيل قوة انتقالية بقيادة عربية وبدعم دولي، وتشكيل إدارة فلسطينية مؤقتة وجهاز أمني بإشراف عربي أميركي، مع تمويل خليجي لإعادة إعمار غزة.
واختتم باراك مقاله بالقول إن الحل الحقيقي يكمن في صفقة شاملة تنهي الحرب وتعيد الأسرى وتفتح باب النظام الإقليمي الجديد، لكنه يعتبر أن نتنياهو يرفض ذلك بدافع البقاء السياسي فقط، معتبراً أن أي تبرير آخر هو "ستار دخان".