نداء الوطن
ترى دوائر في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعكس غياب أي نية حقيقية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، معتبرة أن خطواته تؤدي إلى استنتاج واضح: لا أمل في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وعلى الرغم من تشاؤم بعض المحللين، ما زال مسؤولون إسرائيليون وعرب يعوّلون على إمكانية إبرام اتفاق جزئي في إطار خطة "ويتكوف" خلال الفترة القريبة المقبلة.
في المقابل، تواصل الدول الوسيطة — مصر وقطر والولايات المتحدة — ضغوطها على الجانبين، في محاولة لدفعهما لتقديم تنازلات جديدة تساهم في كسر الجمود، رغم امتعاض هذه الأطراف من مواقف حماس الأخيرة.
لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن نتنياهو يتعامل مع المفاوضات وكأن وقف إطلاق النار المؤقت يجب ألا يتحول إلى تهدئة دائمة أو إنهاء شامل للقتال، ما يثير مخاوف من نوايا مبيتة لإطالة أمد النزاع.
وفي هذا السياق، تجري بعض اللقاءات غير العلنية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل في جزيرة سردينيا الإيطالية، التي تضم منتجعات سياحية فاخرة، واستضافت خلال الأسابيع الماضية سلسلة اجتماعات حساسة.
ورغم مغادرة رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجزيرة، إلا أن المحادثات لا تزال مستمرة على مستوى كبار المسؤولين.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر مطّلع قوله إن "نتنياهو يصرّ على صفقة جزئية، ويحاول انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب عبر هذا الإطار المحدود. ولو كان جادًا في التوصل إلى اتفاق نهائي، لما احتاج الأمر إلى معارك على مسافات لا تتجاوز مئات الأمتار".
وأضاف المصدر: "كل ما يقوم به نتنياهو حاليًا يوحي باستعداده لاستئناف القتال في أي لحظة، حتى وإن كان بشكل منخفض الحدة كما هو الوضع الآن".
ووفقًا لتقديرات أمنية، فإن نتنياهو سيستخدم أي خرق محتمل لوقف إطلاق النار من قبل حماس كمبرر لاستئناف القتال، وربما لا يغلق هذا الملف أبدًا، ما يعزز الاعتقاد بأن إسرائيل تتجه نحو مزيد من التصعيد لا نحو التهدئة.