كتب بكر ابو بكر : أركان الثورة الجديدة، والقيم

نداء الوطن - كتب بكر ابو بكر

 

لا يزول الاستعمار الا بثورة ولا يدوم الظلم ما كان النضال والمقاومة سمة الشعوب الحرة، لذا فإن الاحتلال الصهيوني مهما ظن أنه خالد هو الى زوال، ودعنا هنا نعرض بعض النقاط في أي نضال أو ثورة جديدة ستكون قاعدتها السواعد الفتية المثقفة والميدانية المؤمنة

الثورة الجديدة يُفترض أن تشتمل على 5 أركان:

1- أنها شعبية ممتدة أي شاملة لكل فئات الشعب وليست شعبية ضيقة محدودة، وبالقطع ليست فردية عشوائية

2- أنها انبثقت من ذاتها، من فعل الطليعة الثورية (الطليعة الشابة) فيها، وهي الطليعة القادرة على بلورة ثم حمل الفكرة، والتعبئة والتنظيم للطليعة ثم للجماهير بها

3- أنها ممتدة على مساحات كلّ الوطن، وعلى مساحات كل الأوقات وليس بشكل موسمى أو استعراضي مؤقت، وتعكس نفسها أيضًا على مساحة الخارج

4- وأنها هجومية بكل فعالياتها أي هي البادئة وليست ردًا فقط على تحديات وانتهاكات العدو

5- وأنها ذات رؤيا واستراتيجية وبرامج وطنية، أي ليست بتغذية خارجية أو خدمة لأهداف الغير بمعنى التوظيف المؤقت

ودعنا نضيف من أدبيات الثورات ما يصلح تحقيقه من أسس أو متطلبات وأركان القيام بأي ثورة أوحرب أو مواجهة تحرير شعبيّة والتي ارتبطت بالقيم والمباديء التالية

1. ــ الايمان بالله والثقةُ والتضحية والإيمانُ بالنصرِ

2. ــ الانضباطُ الأخلاقيّ والميداني تجاه القيادةِ الميدانية والسياسيّةِ.

3. ــ التجهّزُ والتدرب على أساليب الثورة والمقاومة الشعبية، والتجهيز المسبق والإعداد وحسن التواصل مع الجماهير وتعبئتها

4. ــ تأمين المؤونة المادية اللازمةِ لهذه المواجهة.

5. تفعيل الدعم الإعلامي والتعبوي والتنظيمي والجماهيري

يمكننا التأكيد والقول أيضًا بتوضيح أكثر أنه يفترض أن ترتبط الاستراتيجية للثورة أو المقاومة الشعبية الميدانية -التي ستتبلور بما ذكرناه أو بابداعات القيادات الميدانية وتفاعلها وحراكها وحوارها- بثبات نسبي في النشاطات الثورية اللاعنفية إن اعتمدت هكذا، ويجب أن تاخذ بالاعتبار التفوق التقاني (التكنولوجي) الصهيوني وفي مستوى القوة العسكرية الباطشة التي من الممكن التغلب عليهًا كليًا في الإطار الجماهيري عبر فهم تناسب القدرة الجماهيرية الداعمة مع مقومات الفعل النضالي اليومي بالوطن، وما يتوجب في إطارة التصعيد عبر تنويع وتعددية الفعاليات اليومية وتحويلها من موسمية (الى دائمة) ومن محدودة العدد (الى جماهيرية عارمة) ومن انحصارها ضمن جغرافيا معينة (الى كل جغرافيا الاحتكاكات بالوطن) بمعنى تحويل ما هو حاصل اليوم الى منهج حياة لكل فلسطيني مدعومًا من الحكومة وكل الفصائل قاطبة.

قيادة مستقبلية جماهيرية تتجاوز القائم

ليكن معلومًا للجميع إن الثوار الشباب الجدد هم من سيصنعون مستقبلًا لفلسطين حتى التحرير، قد يتجاوز تجمد وتآكل قيادت كثير من الفصائل وفق فهم متطلبات الجماهير كالتالي.

• إن الجماهير غير المعبئة جيدًا باتجاه الهدف الواضح الموحد لن تفوز، وهي الجماهير التي فشلت الفصائل الفلسطينية عامة يتعبئتها، بل نقلت اليها تشرذمها هي وشعاراتها الفئوية الحزبية، وسلطة الكرسي والوظيفة كقيمة عليا مقابل التضحية والحرية والثورة.

• أن الجماهير المشتتة بين العطاء الوطني من جهة، وبين الارتباطات العشائرية والمناطقية (وأحيانًا الوظيفية) هي الجماهير التي اجتهد الصهيوني بتنميتها، وأهملت الفصائل استخدامها باتجاه الهدف الوطني الموحد

• إن الجماهير الفلسطينية المطحونة تحت أسر لقمة العيش-حيث توقف الدعم العربي أساسًا، وحيث سرقة أموالنا من الإسرائيلي، وتذبذبات عمل السلطتين- هي الجماهيرالمعنية بعوائلها، هي ذاتها الجماهير التي قدمت آلاف الشهداء والأسرى والجرحى و المستعدة للنضال في إطار التعبئة المطلوبة

• إن الجماهير الفلسطينية بالوطن مرتبطة بالمصالح الاقتصادية المعيشية التي فرضها الصهيوني على قطاع كبير من شعبنا، ولنا النظر في القيد على الفعل الشعبي المقاوم حين يكون لدينا مئات آلاف العمال من قطاع غزة ومن الضفة ممن يعملون مضطرين (لانتفاء البديل الوطني) بالداخل أو يعملون بالمستعمرات بالضفة. ما يفرض آلية تعاون بين الميداني والرسمي. (وسنكمل في الحلقة الثالثة غدا)

 

 

نداء الوطن