الاعلامية ختام جوده الفرا تكتب : مؤامرة الحرب على غزة والاستيطان الصهيوني
منذ عام 1948 مرورًا بنكسة 1967 وحتى حروب العصر الحديث (2008، 2012، 2014، 2021، 2023)، تعرّضت غزة إلى سلسلة من العدوانات التي استهدفت:البنية التحتية تدمير واسع للمنازل المستشفيات، المدارس، وشبكات الكهرباء والمياه.
الاقتصاد تعطيل الحياة التجارية والزراعية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر.و استشهاد الآلاف وتشريد مئات الآلاف، مع تراكم أزمات نفسية عميقة لدى الأطفال والنساء.
الحصار: غزة تحولت إلى سجن كبير؛ منع سفر، منع دخول مواد البناء والدواء، وخنق اقتصادي مقصود.هذه الحروب ليست أحداثًا عابرة، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إنهاك غزة وكسر إرادة سكانها، ضمن مشروع صهيوني أوسع لإفراغ فلسطين من أهلها.
الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية
بينما تُقصف غزة، يتمدد الاستيطان في الضفة الغربية والخليل والقدس:
الخليل: المدينة الأكثر معاناة؛ حيث يعيش آلاف المستوطنين تحت حماية الكيان الصهيوني وسط قلب المدينة القديمة، مع فرض حواجز وإغلاق مئات المحالات التجارية، وسرقة الأراضي الزراعية في محيطها.
القدس:مصادرة بيوت الفلسطينيين في الشيخ جراح وسلوان، وهدم المنازل لصالح مشاريع تهويدية، والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
الضفة الغربية أكثر من 170 مستوطنة تنتشر على التلال، تلتهم الأراضي الزراعية وتنهب المياه الجوفية، وتربط بينها طرق التفافية مخصّصة للمستوطنين فقط.
الاستيطان ليس مجرد سكن، بل منظومة إحلالية: تطرد الفلسطيني من أرضه، وتزرع مكانه مستوطناً غريباً .الخلاصة،من مؤتمر بازل 1897إلى حصار غزة اليوم، يتضح أن المشروع الصهيوني قائم على ركيزتين:الحرب والحصار لإضعاف الفلسطينيين في غزة.لاستيطان والتهويدلابتلاع الضفة والقدس والخليل.لكن رغم كل ذلك، لم ينجح الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي ما زال متمسكًا بأرضه وهويته، ويقاوم كل محاولات الاقتلاع والتهجير.ضعف الموقف العربي تجاه فلسطيين
رغم وضوح المشروع الصهيوني منذ مؤتمر بازل، ورغم ما تتعرض له غزة والضفة من حروب واستيطان وتهجير، إلا أن الموقف العربي ظلّ في الغالب ضعيفًا ومشتتًا.
التجزئة والصراعات الداخلية: انشغلت كثير من الدول العربية بأزماتها السياسية والاقتصادية، فغابت الأولوية عن القضية الفلسطينية.
اتفاقيات التطبيع:بدلاً من تعزيز وحدة الموقف، اتجهت بعض الأنظمة العربية إلى عقد اتفاقيات سلام أو تطبيع مع إسرائيل، ما أضعف التضامن العربي وأعطى الاحتلال شرعية زائفة.
الضغوط الدولية: تعرضت الحكومات العربية لضغوط أمريكية وغربية أجبرتها على التراجع عن دعمها الفعلي لفلسطين.
الاعتماد على البيانات والشعارات اقتصرت معظم المواقف الرسمية على بيانات إدانة دون خطوات عملية أو دعم استراتيجي حقيقي.
منذ بازل 1897 حتى اليوم، يواجه الشعب الفلسطيني مؤامرة مركبة:
من جهة: حرب وحصار يطحنان غزة.
ومن جهة أخرى: استيطان يبتلع الضفة والخليل والقدس. ومن جهة ثالثة: ضعف عربي رسمي جعل الاحتلال أكثر جرأة في التوسع والعدوان.
ورغم كل ذلك، بقيت فلسطين حيّة بصمود شعبها، وأثبتت غزة والقدس والخليل أن قوة الأرض لا تكمن في التحالفات الدولية ولا في البيانات العربية، بل في إرادة أصحابها.