ختام الفرا

  • الاعلامية ختام الفرا تكتب : حماس والإخوان: مشروع بلا وطن

    حماس والإخوان: مشروع بلا وطن

    بقلم / ا. ختام الفرا

    وضعوا فوق فمي كلبَ حراسة،
    وبنوا من دمي سوق نخاسة،
    لكن صوتي سيبقى أقوى من الصمت، ودمي لن يُباع في مزاد الخيانة.

    منذ السابع من أكتوبر، تبيّن أن الحرب ليست على حماس وحدها، بل على الشعب الفلسطيني بأسره. الاحتلال الاسرائيلي وجد في هذه الحركة الذريعة الذهبية للإبادة والتدمير في غزة، وللتوسع الاستيطاني في الضفة، بينما تُصرّ حماس على البقاء في الواجهة، مقدِّمة التنظيم على الوطن، وكأنها تسعى إلى دولة بلا شعب وراية بلا أرض.

    الحقيقة التي يجب أن تُقال بلا مواربة: الانسحاب ليس هزيمة، بل مسؤولية وطنية، وهو ليس ضعفًا، بل إنقاذ للوطن. لكن حماس، باعتبارها امتدادًا للتنظيم الإخواني، لا تتحرك بمنطق وطني بقدر ما تتحرك كجزء من مشروع خارجي عابر للحدود، يُدار من الخارج ويُوظَّف داخليًا. وبدل أن تبحث عن حماية الشعب، تجرّه نحو المقصلة لتبقى هي آخر شاهد على الخراب.

    لقد قلنا ونكرر: هذه الحرب ليست حرب حماس، بل معركة وجود للشعب الفلسطيني. وإذا كانت الحركة صادقة فعلًا في سعيها لوطن حر، فعليها أن تنسحب فورًا من صدارة المشهد، وأن تعود إلى العمل ضمن مظلة الإجماع الوطني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. أمّا الاستمرار في المغامرة، فلن يقود إلا إلى أن تُكتب على بوابة التاريخ مأساة جديدة: كانت هنا غزة.

    في غزة اليوم، المجزرة تحدث علنًا.
    لا حاجة لمقابر جماعية سرية.
    العدو يذبح في الشوارع،
    ويترك الإعلام ينقل البث المباشر،
    ليتأكد أن الصمت العالمي
    موثوق، راسخ، ومرعب.

    إنّ أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني اليوم ليس فقط آلة الحرب الإسرائيلية، بل أيضًا غياب الرؤية الوطنية الجامعة، واستحواذ تنظيمات ذات أجندات ضيقة على القرار الوطني. ولذلك يبقى السؤال الأهم والأكثر إلحاحًا:
    من يحرك حماس؟ ومن المستفيد من بقائها في هذا الدور الكارثي؟

  • الاعلامية ختام الفرا يكتب : غزة بالليل وغزة بالنهار بين الألم والأمل

    غزة بالليل وغزة بالنهار بين الألم والأمل




    بقلم الاعلامية ختام الفرا

    فخامة الرئيس/ محمود عباس "أبو مازن" حفظه الله



    فخامة الرئيس،
    نداءٌ وطني صادق أوجهه إلى قيادتنا الفلسطينية، وإلى جميع المسؤولين والضباط، في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها شعبنا، وهو يواجه آلام الحرب وويلاتها. إننا نستحضر اليوم ما يجمعنا من مسؤولية واحدة ومصير مشترك، وما يحمله كل فرد منكم من أمانة في عنقه تجاه هذا الشعب الصامد.

    الوطن ينزف، والأهل يستغيثون، والناس بأمسّ الحاجة إلى من يحنو عليهم، يسمع صوتهم، يشعر بآلامهم، ويقف إلى جانبهم في ظل ما يتعرضون له من معاناة لا توصف.

    إننا نناشدكم، بكل تقدير واحترام، أن تبذلوا أقصى ما تستطيعون من أجل وقف هذه الحرب المدمّرة، والعمل على حماية أبناء شعبنا، وتوفير مقومات صموده وكرامته. ونأمل أن تكون هذه المحنة الجسيمة فرصة للالتفاف حول شعبنا، وإعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسساته، والتأسيس لوحدة وطنية حقيقية قائمة على المحبة والمسؤولية المشتركة.

    نثق أن لديكم من الحكمة والخبرة ما يؤهلكم لاتخاذ المواقف الصائبة، ونعلم أن فلسطين كانت وستبقى أكبر من كل الخلافات، وأغلى من كل الحسابات. دعونا نعيد الأمل لشعبنا، ونعمل معًا من أجل مستقبل يليق بأبنائنا.

    لقد حلت بشعبنا نكبة وكارثة أشد فداحة من نكبة عام 1948. فإسرائيل كانت تنتظر السابع من أكتوبر لتمرير مشروعها الخطير، مشروع يسعى لإبادة الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية برمّتها. لقد استغلت إسرائيل هذه الأحداث لتنفيذ مخطط كانت تحلم به منذ عقود.

    وعليه، فإننا نطالب حركة حماس بإعادة تقييم فكرها السياسي، واتخاذ مواقف أكثر وضوحًا، بما ينسجم مع وحدة شعبنا ومصلحته العليا. إن رفض كل من إسرائيل وحماس لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة يزيد معاناة أهلنا ويعمّق الانقسام. وعلى حماس أن تسلّم سلاحها للسلطة الفلسطينية لتعود غزة إلى حضن الشرعية الوطنية.

    كما نؤكد أنه لا ينبغي إعطاء نتنياهو أي مبررات لمواصلة مشروعه الإجرامي.

    وفي الختام، نتقدم بالشكر والامتنان لكل من يمد يده بالعون والإنسانية لشعبنا، فبفضل الخيرين يبقى الوطن وتبقى الإنسانية بخير.

    عاشت فلسطين، وعاش شعبها الصامد.

  • الاعلامية ختام جوده الفرا تكتب : مؤامرة الحرب على غزة والاستيطان الصهيوني

    الاعلامية ختام جوده الفرا تكتب : مؤامرة الحرب على غزة والاستيطان الصهيوني

     

    منذ عام 1948 مرورًا بنكسة 1967 وحتى حروب العصر الحديث (2008، 2012، 2014، 2021، 2023)، تعرّضت غزة إلى سلسلة من العدوانات التي استهدفت:البنية التحتية تدمير واسع للمنازل المستشفيات، المدارس، وشبكات الكهرباء والمياه.

    الاقتصاد تعطيل الحياة التجارية والزراعية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر.و استشهاد الآلاف وتشريد مئات الآلاف، مع تراكم أزمات نفسية عميقة لدى الأطفال والنساء.

    الحصار: غزة تحولت إلى سجن كبير؛ منع سفر، منع دخول مواد البناء والدواء، وخنق اقتصادي مقصود.هذه الحروب ليست أحداثًا عابرة، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إنهاك غزة وكسر إرادة سكانها، ضمن مشروع صهيوني أوسع لإفراغ فلسطين من أهلها.

     الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية

    بينما تُقصف غزة، يتمدد الاستيطان في الضفة الغربية والخليل والقدس:

    الخليل: المدينة الأكثر معاناة؛ حيث يعيش آلاف المستوطنين تحت حماية الكيان الصهيوني وسط قلب المدينة القديمة، مع فرض حواجز وإغلاق مئات المحالات التجارية، وسرقة الأراضي الزراعية في محيطها.

    القدس:مصادرة بيوت الفلسطينيين في الشيخ جراح وسلوان، وهدم المنازل لصالح مشاريع تهويدية، والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

    الضفة الغربية أكثر من 170 مستوطنة تنتشر على التلال، تلتهم الأراضي الزراعية وتنهب المياه الجوفية، وتربط بينها طرق التفافية مخصّصة للمستوطنين فقط.

    الاستيطان ليس مجرد سكن، بل منظومة إحلالية: تطرد الفلسطيني من أرضه، وتزرع مكانه مستوطناً غريباً .الخلاصة،من مؤتمر بازل 1897إلى حصار غزة اليوم، يتضح أن المشروع الصهيوني قائم على ركيزتين:الحرب والحصار لإضعاف الفلسطينيين في غزة.لاستيطان والتهويدلابتلاع الضفة والقدس والخليل.لكن رغم كل ذلك، لم ينجح الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي ما زال متمسكًا بأرضه وهويته، ويقاوم كل محاولات الاقتلاع والتهجير.ضعف الموقف العربي تجاه فلسطيين

    رغم وضوح المشروع الصهيوني منذ مؤتمر بازل، ورغم ما تتعرض له غزة والضفة من حروب واستيطان وتهجير، إلا أن الموقف العربي ظلّ في الغالب ضعيفًا ومشتتًا.

    التجزئة والصراعات الداخلية: انشغلت كثير من الدول العربية بأزماتها السياسية والاقتصادية، فغابت الأولوية عن القضية الفلسطينية.

    اتفاقيات التطبيع:بدلاً من تعزيز وحدة الموقف، اتجهت بعض الأنظمة العربية إلى عقد اتفاقيات سلام أو تطبيع مع إسرائيل، ما أضعف التضامن العربي وأعطى الاحتلال شرعية زائفة.

    الضغوط الدولية: تعرضت الحكومات العربية لضغوط أمريكية وغربية أجبرتها على التراجع عن دعمها الفعلي لفلسطين.

    الاعتماد على البيانات والشعارات اقتصرت معظم المواقف الرسمية على بيانات إدانة دون خطوات عملية أو دعم استراتيجي حقيقي.

    منذ بازل 1897 حتى اليوم، يواجه الشعب الفلسطيني مؤامرة مركبة:

     من جهة: حرب وحصار يطحنان غزة.

     ومن جهة أخرى: استيطان يبتلع الضفة والخليل والقدس. ومن جهة ثالثة: ضعف عربي رسمي جعل الاحتلال أكثر جرأة في التوسع والعدوان.

    ورغم كل ذلك، بقيت فلسطين حيّة بصمود شعبها، وأثبتت غزة والقدس والخليل أن قوة الأرض لا تكمن في التحالفات الدولية ولا في البيانات العربية، بل في إرادة أصحابها.