انفراجة محتملة في مفاوضات غزة: تحركات مصرية-قطرية مكثفة واتفاق تهدئة برعاية ترامب على الطاولة

انفراجة محتملة في مفاوضات غزة: تحركات مصرية-قطرية مكثفة واتفاق تهدئة برعاية ترامب على الطاولة

وسط تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تكثف مصر وقطر جهودهما لإبرام اتفاق هدنة شامل بين إسرائيل وحركة حماس، تمهيدًا لوقف إطلاق النار وفتح المجال أمام مفاوضات طويلة الأمد تنهي التصعيد المتواصل منذ أكتوبر 2023.

وفي وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من الانهيار التام للوضع الإنساني، تشير التطورات الميدانية والدبلوماسية إلى انفراجة محتملة بدعم إقليمي وضمانات أميركية مباشرة.

مصر وقطر يقودان الوساطة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الوساطة المصرية-القطرية لم تتوقف منذ بداية الأزمة، مشيرًا إلى أن القاهرة كانت على دراية تامة ببنود الاتفاق الجاري بحثه، ولعبت دورًا محوريًا في الدفع نحو التهدئة.

وأوضح فهمي، في تصريحات صحفية، أن حماس طالبت بضمانات أميركية واضحة تضمن التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، في مسعى لبناء الثقة وضمان استمرارية الهدنة.

كما كشف عن معلومات تفيد بإمكانية خروج عدد من قادة حركة حماس من قطاع غزة، ضمن تفاهمات سياسية موسعة في إطار الاتفاق.

رد حماس... وبوادر تهدئة

من جانبها، سلمت حركة حماس ردها الرسمي للوسطاء، وأكدت موافقتها المبدئية على بدء مفاوضات غير مباشرة، تهدف إلى التوصل لاتفاق تهدئة يمتد لـ60 يومًا فور إقراره.

ويرى مراقبون أن هذا الرد الإيجابي قد يمهّد لبدء مرحلة جديدة من المفاوضات، بعد أشهر من التصعيد العسكري الذي خلّف آلاف الضحايا.

تحركات مصرية حاسمة

تعتزم القاهرة، وفق مصادر مطلعة، إطلاق جولة جديدة من الاتصالات مع الأطراف الإقليمية والدولية خلال الساعات المقبلة، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى صيغة نهائية تحظى بقبول شامل.

الهدف من هذه التحركات هو الوصول إلى اتفاق يضمن وقفًا مستدامًا لإطلاق النار ويضع حدًا للحرب التي أودت بحياة الآلاف وفاقمت الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.

غزة على شفا المجاعة

وفي السياق الإنساني، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات حادة من الجوع، مؤكدًا أن القيود المفروضة على دخول المساعدات جعلت من عمله شبه مستحيل.

وأضاف البرنامج في بيان له أن "الناس يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على كيس من الطحين"، في ظل استمرار إغلاق المعابر، وتدهور الخدمات الطبية وانعدام الممرات الآمنة للجرحى والمرضى.

مسودة الاتفاق: تهدئة بضمانة ترامب

كشفت مجلة "المجلة" السعودية عن النص الجديد لمسودة الاتفاق، الذي جرى تعديله بناءً على ملاحظات قدمتها حماس. وينص الاتفاق على:

  • وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا

  • ضمانة أميركية مباشرة من الرئيس دونالد ترامب

  • جدول زمني دقيق لتبادل الرهائن (10 أحياء + 18 جثة)

  • دخول مساعدات إنسانية عاجلة عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر

  • استئناف مفاوضات فورية لبحث مستقبل القطاع وإعلان وقف دائم لإطلاق النار

ومن المرتقب أن يُعلن ترامب عن الاتفاق بنفسه، مؤكدًا التزام واشنطن بالمفاوضات، ودعمها لحل نهائي ينهي الصراع في المنطقة.