تأهُّب في المغرب لمواجهة غزو محتمل لـ"بقّ الفراش"

 

أعلنت السلطات الصحية في المغرب اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة أي احتمال لتسرّب حشرة بقّ الفراش إلى البلاد.

جاءت هذه الخطوة استجابة لإنذار أصدره رُبان سفينة قدِمت من مدينة مارسيليا الفرنسية إلى ميناء طنجة في الثاني من الشهر الجاري، وذلك بعد الاشتباه بوجود حشرة البقّ في مقصورة قيادة السفينة.

وكانت السلطات في ميناء طنجة قد أعلنت على الفور تفعيل بروتوكول صارم لتعقيم السفينة بشكل شامل، مؤكدة عدم وجود أثر للحشرة التي أثارت أزمة في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا.

ومع ذلك انتشرت مخاوف في المغرب الذي تربطه علاقات تجارية هامة مع فرنسا. ووصف البعض الموضوع بالكارثي، لا سيما في ظل حجم البضائع والحركة الكبيرة للمسافرين بين البلدين.

وانتشر وسم "بق الفراش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، وكذلك اتخذت كل من تونس والجزائر تدابير لمكافحة انتشار الحشرة الماصة للدماء.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر شوارع في فرنسا وقد رمى الأهالي قِطع الأثاث والفراش المنزلي خارج البيوت.

كما تداول ناشطون صورا لحشرات البق متجمعة على مقاعد في وسائل الخدمات العامة ودور السينما والمستشفيات فضلا عن المنازل، بل وحتى في أحد مطارات باريس.

ودشنت الحكومة الفرنسية حملة لمكافحة انتشار حشرة البق، وأفادت تقارير بعقد اجتماعات للجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة.

وقالت أحزاب في الحكومة الائتلافية الفرنسية إنها ستتقدم بمشروع قانون لمواجهة انتشار بق الفراش.

وأعلن وزير النقل الفرنسي كليمان بون، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، عن اجتماع مع المسؤولين عن وسائل النقل لبحث سبل مواجهة حشرة البق، وسط تخوّف كثيرين من استخدام المواصلات العامة في باريس.

وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في إقبال الفرنسيين على شراء مواد مكافحة الحشرات بنسبة 30 في المئة.

وقال وزير الصحة الفرنسي أوريليان روسو إنه لا توجد حالة ذعر عام بسبب انتشار بق الفراش، فيما أقرّ بأن انتشار الحشرات الليلية الماصة للدماء "جحيم".

ودعا روسو إلى التحلي بالهدوء في مواجهة بق الفراش في فرنسا بوجه عام وفي باريس على وجه الخصوص.

وتشهد بعض المناطق الفرنسية انتشارا لأسراب من الحشرات – فيما يُعتقد أنه نتيجة دفئ ورطوبة الطقس.

ويأتي ذلك قبل أقل من عام على استضافة العاصمة الفرنسية لدورة الألعاب الأولمبية.

وتحذر السلطات من أن "هناك حاجة لعمل شيء قبل أولمبياد الصيف المقبل".

ولا يتجاوز طول حشرة البق سبعة مليمترات، لكنها مع ذلك قادرة على التسبب في مشاكل كبيرة؛ ومن ذلك اضطرابات في النوم مما قد يورث الاكتئاب لدى البعض.

وتتغذى حشرة البق على الدماء. وإلى جانب الإنسان، يهاجم البق أيضا الدواجن وبعض الطيور الأخرى.

وكانت آفة بق الفراش قد اختفت في خمسينيات القرن الماضي لكنها عادت للظهور في العقود الأخيرة وبقدرة أكبر على مقاومة المبيدات الحشرية.

 

 

نداء الوطن