نداء الوطن - متابعات
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الخميس 17 تموز/يوليو 2025، عن تصاعد وتيرة التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى دفع عجلة المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يشمل صفقة تبادل أسرى.
ووفقاً للصحيفة، تتحرك كل من القاهرة والدوحة وواشنطن بالتوازي في هذا الاتجاه، وسط استمرار الفجوة بين موقفي الطرفين. فـ"حماس" متمسكة بمطالبها الأساسية، وأبرزها الانسحاب الكامل من القطاع، ورفع الحصار، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية من دون عوائق. في المقابل، تسعى إسرائيل إلى فرض وقائع ميدانية جديدة تتعارض مع الرسائل "المرنة" التي تمرّرها عبر الوسطاء.
ورغم ما تبديه حكومة بنيامين نتنياهو من "استعداد شكلي" للتنازلات، فإنها تواصل تعزيز وجودها العسكري داخل غزة، من خلال استحداث محاور ميدانية جديدة، من بينها "محور ماغين عوز" الذي يفصل شرق مدينة خان يونس عن غربها.
بالتزامن، تمضي إسرائيل قدماً في تنفيذ خططها لـ"إعادة تشكيل الجغرافيا السكانية" للقطاع، عبر فرض مناطق عازلة وممرات فصل بين المدن، إلى جانب مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح، الذي يُراد له أن يحصر مئات آلاف المدنيين في منطقة خيام معزولة عن بقية القطاع.
وتشير التحركات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بـ"المرونة التكتيكية"، وهو نهج يسمح بالانسحاب المؤقت دون تقديم التزامات دائمة، مع الحفاظ على السيطرة الأمنية في المناطق الحيوية داخل القطاع.
وفي السياق ذاته، تتوالى التقارير الإسرائيلية التي تروّج لحدوث "تقدّم دراماتيكي" في محادثات الدوحة، مع تسريبات عن استعداد تل أبيب لتقديم "تنازلات جوهرية". فقد تحدث مراسل قناة "كان"، عميت سيغال، عن اقتراب إبرام صفقة ووجود موافقة من نتنياهو على تعديلات في خرائط الانسحاب. كما نقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي تفاؤله بنجاح المفاوضات، فيما تحدثت "يديعوت أحرونوت" عن قرار رئيس الحكومة بإبداء "مرونة إضافية" بشأن انسحاب الجيش من القطاع.
أما "القناة 15" العبرية، فأفادت بأن إسرائيل قررت التخلي عن السيطرة على "محور موراغ" وفق الخرائط المحدثة، في حين ما تزال قضية الوجود الإسرائيلي في رفح محل خلاف.
وتشير الخرائط الجديدة إلى تموضع القوات الإسرائيلية على بُعد أقل من كيلومترين شمال محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مقارنةً بالانتشار السابق الذي كان يمتد إلى خمسة كيلومترات شمال المحور.
في غضون ذلك، تبذل مصر وقطر جهوداً مكثفة، بدعم أميركي، لتحقيق اختراق حاسم في المفاوضات قبيل عطلة الكنيست الإسرائيلي في 27 تموز الجاري. ويأمل الوسطاء أن تثمر الضغوط الأميركية عن تسهيلات إسرائيلية إضافية تفتح الباب أمام اتفاق نهائي، دون أن يشكل تهديداً لحكومة نتنياهو.