استطلاع: 98% من سكان غزة يعانون الجوع و70% نازحون بعد ستة أشهر من الحرب

استطلاع جديد يكشف عمق المأساة الإنسانية في غزة: 98% يواجهون الجوع و70% ما زالوا نازحين
أصدر مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) نتائج أحدث استطلاعاته للرأي العام، والذي أُجري في قطاع غزة بين 12 و14 أيار 2025، في واحدة من أصعب اللحظات التي تمر بها القضية الفلسطينية والقطاع المحاصر. وقد قدّم الاستطلاع، الذي شمل 551 مواطناً من مختلف محافظات القطاع (باستثناء رفح بسبب النزوح الجماعي)، صورة دقيقة لأحوال السكان، معتمداً على منهجية علمية دقيقة وتمثيل ديموغرافي شامل.

النزوح والمأوى: واقع مأساوي
كشف الاستطلاع أن 70% من سكان غزة ما زالوا نازحين، فيما تضررت 90% من المنازل بشكل كلي أو جزئي. يعيش 41% من السكان في خيام، بينما يقطن آخرون في مبانٍ مدمرة أو غير صالحة للسكن. ويعاني 82% من ظروف سكن غير ملائمة، بسبب الاكتظاظ وانعدام الخصوصية.

أمن غذائي ونفسي مفقود
بيّنت النتائج أن 98% من سكان غزة يعانون من الجوع، فيما يشعر النسبة ذاتها بانعدام الأمان على حياتهم وحياة أسرهم. كما أبلغ 94% عن معاناتهم من القلق والكوابيس، و86% من الصداع المزمن، في دلالة على عمق الصدمة النفسية التي يعيشها السكان.

التعليم والرعاية الصحية في مهبّ الريح
عبّر 92% من العائلات التي لديها أطفال في سن الدراسة عن قلقهم على مستقبل تعليم أبنائهم، بينما أشار نصف المستطلعين إلى وجود أفراد يحتاجون رعاية طبية، و30% لديهم مصابون أو معاقون نتيجة العدوان، و27% يرعون أطفالاً من ذوي الإعاقة.

الانتماء والهوية: العودة لا تزال حلماً حياً
رغم المأساة، أبدى 82% من اللاجئين الفلسطينيين داخل غزة رغبتهم بالعودة إلى مدنهم الأصلية في أراضي 1948، فيما عبّر 75% من نازحي العدوان الحالي عن نيتهم العودة إلى منازلهم في غزة بعد انتهاء الحرب. ورغم الظروف القاسية، فإن 68% من المستطلعين يفضلون البقاء في فلسطين (غزة أو أراضي 1948 أو الضفة)، بينما يميل 26% إلى خيار الهجرة القسرية.

الرهانات السياسية: ترمب والأمل في إنهاء الحرب
تابع 75% من سكان غزة الإفراج عن السجين الأمريكي–الإسرائيلي قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة، وعبّروا عن تأييدهم للخطوة. ويعتقد 85% أن ترمب يمتلك القدرة على إنهاء الحرب، فيما يرى 58% أنه قد يقدم على ذلك فعلياً.

ثقة مشروطة في المؤسسات الإنسانية
أعرب 60% عن ثقتهم في الأمم المتحدة لإدارة المساعدات الإنسانية، مقابل 22% للسلطة الفلسطينية، بينما حصلت الولايات المتحدة وإسرائيل على ثقة متدنية جداً، لم تتجاوز 5%، وأقل منها حماس والدول العربية بنسبة 2% لكل منهما.

القيادة والحكم: نحو إدارة فلسطينية للقطاع
يفضّل 67% أن تكون إدارة الحكم في غزة بيد جهات فلسطينية، بينما يؤيد 18% ترتيبات دولية. وبخصوص القيادة الوطنية، انقسمت الآراء بشأن تعيين حسين الشيخ نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، حيث أيّده 46% وعارضه 40%.

الانتخابات الرئاسية المحتملة
في حال إجراء انتخابات رئاسية، أظهر الاستطلاع تقدّم محمد دحلان بنسبة 38% من أصوات غزة، يليه مروان البرغوثي بنسبة 21%، في إشارة إلى التحولات المحتملة في المزاج السياسي الفلسطيني داخل القطاع.