اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في "ذكرى احتلال القدس" وسط طقوس تلمودية وانتهاكات استفزازية

 

شهد المسجد الأقصى المبارك، منذ ساعات صباح اليوم، اقتحامات واسعة من قبل مئات المستوطنين تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في إطار ما يُعرف بـ"يوم توحيد القدس"، والذي يصادف ذكرى احتلال الشق الشرقي من المدينة عام 1967 حسب التقويم العبري.

 

ودخل المستوطنون باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال منذ احتلال المدينة، في حين أعلنت شرطة الاحتلال أنها ستسمح بدخول مجموعة من المستوطنين كل عشر دقائق، وستُبقي ست مجموعات داخل المسجد بشكل متزامن.

 

وأثناء الاقتحامات، نفذ المستوطنون طقوسًا تلمودية علنية شملت الصلوات الجماعية والرقص والغناء بصوت مرتفع، كما قامت مستوطِنة برفع العلم الإسرائيلي في ساحات المسجد، في مشهد استفزازي أثار غضب المصلين.

 

وتأتي هذه الاقتحامات استجابة لدعوات أطلقتها جماعات "الهيكل" المتطرفة، التي حثّت على اقتحام واسع للمسجد، ورفع الأعلام الإسرائيلية، والانبطاح على الأرض داخل ساحاته، حيث قامت بتوزيع الأعلام عند باب المغاربة صباح اليوم.

 

بالتزامن مع ذلك، توافد المئات من المستوطنين إلى بوابات المسجد في انتظار دورهم للاقتحام، وسط انتشار أمني مكثف لقوات الاحتلال على أبواب المسجد كافة. وقد منعت قوات الاحتلال دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد، مطالبةً إياهم بالعودة فقط بعد الساعة الثالثة والنصف عصرًا، في خطوة اعتبرها المصلون تجسيدًا عمليًا لسياسة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى.

 

وقال أحد المصلين المتواجدين في المكان: "نُمنع من دخول مسجدنا، بينما يُسمح للمستوطنين بانتهاك حرمته وأداء صلواتهم فيه".

 

وفي السياق ذاته، تنطلق مساء اليوم ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام"، التي ينظمها المستوطنون في ذكرى احتلال القدس، حيث تسير المسيرة من غرب المدينة باتجاه ساحة البراق مرورًا بشوارع البلدة القديمة، وسط إغلاق الطرقات وإجبار المحال التجارية على الإغلاق، وعرقلة حرية تنقل السكان المقدسيين.

 

يُشار إلى أن هذه المناسبة السنوية تشهد عادة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم، في ظل تقاعس الاحتلال عن توفير الحماية للسكان الأصليين.