تقمص دور الضحية القديمة المنتصرة، على حساب الضحية الجديدة، ضربا صارخا ومستفزا من الغرور والتعالي والجنون

نداء الوطن - بقلم
 
يوسف شرقاوي.
 
 أيمن وعبد الرحمن، ربما أنهما لايعرفان دهاليز السياسة، ولا خديعة "السلام" المسموم لقتل السلام الحقيقي، لكنهما مؤمنان أن الشعب الفلسطيني يجب أن لايكسره ميزان قوى مدعوم من قوى الشر في العالم.
إرادة التحدي العفوية لديهما ربما تقدمت على كل المنظرين من سياسيين ومحللين عسكريين، وربما أن تلك الارادة التي لاتنضب بل تتجدد، ستوقظ ضمير المجتمع الإسرائيلي المتبلد بفعل غطرسة، وجنون، وتعالي، وغباء نخبه المتطرفة.
 
بالأمس خرج تقييم من كبار ضباط الإحتلال في مؤتمر هرتسيليا السنوي يقول: "بأن هذا الجيل الفلسطيني هو الأخطر على دولة الإحتلال، وإن إستسهال الضغط على الزناد إنتقل منا إليهم، هذا التقييم إن كان سيوضع في أدراج التقييمات فقط، سيزيد من تحدي الجيل المشار إليه، وسيبقى من كتبه أسير ثقافة الغرور والتي هي ملازمة لثقافة الجنون، والإعتقاد أن الجنون هو الكفيل بدفع الفلسطيني إلى الإذعان، وهذا لن يكون بالمطلق.
هذا الغباء الإسرائيلي هو الأخطر على المجتمع الإسرائيلي المعسكر حتى الأسنان، وهذا الغباء هو الكفيل بدفع الفلسطيني إلى المزيد من "جنون" التحدي، جنون الحياة، والدفاع عن شعب أثبت أن ليس بمقدور أحد أن يدفعه إلى الخلف والإذعان.
إسمعوا من الكاتب جدعون ليفي، فهو يقيّم ويقدّر الموقف أكثر من العسكر والساسة الذين مس وعيهم الغرور والعظمة الفارغة.
إستمعوا لصوت العقل والسلام، وكدسوا  الأساطير، والوصايا اليائسة في حفرة وهيلوا عليها التراب وإلى الأبد.
 
 
 

 

نداء الوطن