حتى لا نتفاجأ بالقادم

 

حامد سليمان الجدع القواسمة

 

تستمر فصول الأزمة العالمية بالظهور تباعاً، وما بين أزمة سياسية طاحنة؛ وأزمات اقتصادية عاصفة؛ وطغيان الاستبداد وانتشار الجهل و توسع دائرة الفقر على نطاق واسع وغير مسبوق؛ تبرز أسئلة ملحة ومصيرية، اسئلة تتصل بواقعنا ومستقبلنا القريب ، وتمثل عنواناً من عناوين النجاح والفشل فيه.

 

إن كثرة التحديات التي تعترض مسار المجتمع اليوم تتطلب منا أن نتحدث بصراحه ووضوح، وأن نطرح الأسئلة الموضوعية في زمانها ومكانها وصيغتها الحقيقية، ومن ابرز هذه الاسئلة أن نطرح على انفسنا التساؤل الآتي: ماذا أعددنا للغد اذا تعاظمت الصعاب ؟ 

 

بعد أكثر من أربعين عاماً في التعامل مع المعدات الصناعية والطاقة والطاقة المتجددة و البديلة؛ فإن أبرز الملاحظات التي يمكن الوقوف عليها هي أن هناك قطيعة كبيرة بين القطاع الصناعي و رؤوس الأموال والعقول الأكاديمية المتخصصة، قطيعة القت بنا في مستنقع التيه والضياع حتى بات الحليم في هذه الزمان حيراناً؛ وباتت عملية رسم المسارات المستقبلية عملية أكثر تعقيداً وتداخلاً.

 

إن من الواجب اليوم أن تتحد العقول الصناعية والتنموية والزراعية والأكاديمية لطرح مشروعات صناعية وزراعية صغرى ومتوسطة، مشروعات تؤمّن الحد الأدنى من متطلبات الحياة في ظل أي أزمة قد تطرأ على مجتمعنا بفعل الازمات العالمية المتسارعة.

 

ففي وقت تشير فيه كل القراءات والتحليلات إلى أن العالم كله مقبل على أزمة في مجال الغذاء والمياه والطاقة؛ فهذا معناه وجوب التوجه - على المستوى الفردي والمؤسسي والحكومي - إلى المشروعات التنموية السريعة في مجال الثروة الزراعية، والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية والدوائية الخفيفة ، اضافة إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة البديلة.

 

إنني أنادي المجاميع الاقتصادية واتحادات رجال وسيدات الأعمال والغرف التجارية و حاضنات الأعمال على مستوى وطننا العزيز لأن يبادروا إلى الاستثمار السريع في هذه المجالات الأساسية، وأن تتوسع الشراكة الفعلية بين الجامعات ورؤوس الأموال والقطاع الخاص من أجل البدء بشكل فوري بالمشروعات الصناعية والزراعية والتنموية الصغرى، حتى نضمن عدم وقوع شعبنا في مستنقع الأزمة و الإفلاس في ظل أي أزمة قادمة - لا قدر الله -

 

نداء الوطن