فلسطينية في زمن النكبة

 

غادة خضر

سويعاتٍ قليلة تفصلنا عن الذكرى الرابعة والسابعون ٧٤ لإحتلال فلسطين من قِبَل عصابات اليهود في ذاك الوقت ، فيما لم تغادر الذكرى أهلها وان باتوا في القبور رقود  ، تسير عقارب الساعة  مراراً وتكراراً لنصطدم مرة اخرى مُذكرةً إيانا بعام النكبة ، ولكن ..... أى نكبة ونكبة نتذكر أيتها الساعة؟ !!!!!! 
نكبة الوطن أم نكبة البشر أم نكبة الشجر والحجر ؟؟؟  بعد أن سُلِبَ الوطن وشُتِتَ البشر واقتلع الشجر وأُسقطَ الحجر  ، ماذا تبقى لدينا لنحيى ذكراه؟؟
يسارع كل فصيل فلسطينى لإحياء الذكرى حسب شريعته ومنهاجه أو حتى حسب رغبة مُمَوله ،  فكل شئٍ بات مكشوفٌ وواضح ، مع بزوغ الفجر أو في ثنايا الليل سارح ، فمنهم من يقف ثوانى صمت بعدد سنوات النكبة ، وآخرون يطلقون التكبيرات من مآذن المساجد ، والإعلام الفلسطينى يعود الى مثواه و كأنه فى دقائق الحساب  ويبدأ ببث   البرامج التسجيلية والفقرات المتنوعة ممزوجة بالأغانى التراثية الفلسطينية  مع بعض المداخلات  الهاتفية مع من ولوا انفسهم بالحديث عن النكبة وهم من يحافظوا عليها حتى يومنا هذا !!!!!
عتاولة الفصائل ، أصحاب الكلمة الحرة و الأسيرة لفارس هم أحد أركان النكبة الحالية المرتكزة على النكبة الأولى التى سببها بنى صهيون  ، فعن أى نكبة نتحدث وعن أى نكبة نكتب  وعلى أى نكبة نبكى ، فيما يحيى البعض من الفلسطينين الذكرى بمسيرات حاشدة  تتحول للحظات الى اشتباكات مع قوات الجيش الاسرائيلى ، بينما تنظم مؤسسات المجتمع المدني اللقاءات والندوات عنوانها نكبة ١٩٤٨ ،وينشط الفلسطينيون  فى الداخل والشتات من خلال منصات التواصل الاجتماعي  للتذكير بالنكبة .
السؤال الذي يطرح نفسه .. ماذا تبقى لنا من النكبة في ذكراها ؟؟؟
الذكرى هي احياء لحدث معين ذهب وخلا  في تاريخٍ معين  مضى ، ولكن ما يحتفل به الفلسطينيون اليوم هو ليست بالذكرى لأن ما حدث فى ٤٨ مازال مستمر التهجير القسري وبناء المستوطنات وهدم البيوت على ساكنيها و القتل والإغتيال المتعمد والمبرمج لكل ما هو فلسطيني ، أغلاق المعابر والتحكم بها ، الأعتداء على جنازات  الشهداء مثلما ما حدث أثناء تشييع  المراسلة الحربية شيرين ابو عاقلة ، والحكومة الاسرائيلية تدرك تماماً ، ان الكاميرات ستسجل وتنقل للعالم أجمع    على الهواء مباشرة صور ومشاهد  العنجهية والهمجية للمحتل المختل الاسرائيلي، وكأن اسرائيل  تريد ايصال رسالة أنها ماضية في هذا الدرب وانهم هم المُحتَلون لا المُحتلين  و هم أصحاب الكلمة واليد العليا في هذه البقعة  المحتلة من المعمورة .
حقيقة  لا أعرف عن أى نكبة اتحدث ، والنكبات تتوالى  نكبة تلو الأُخرى ، بدءاً ما فعلته اسرائيل في أراضينا المحتلة  والتنكيل بأبناء شعبنا الاعزل على مدى ٧٤ عاماً ، وانتهاءاً بما قام به أبناء جلدتنا بإفتعال انقسام مزق الوطن المحتل أصلاً  ، و مزع المواطن المنكوب فعلاً ، ومن صنعه ما هو الا أحمقٌ أرعنٌ وفي علم المواريث والسياسة  جاهلٌ ، بالله عليكم عن أى نكبة  بالضبط نتحدث ، الأصل أن يعمل كل من نَصّب نفسه والى على هذا الشعب  حل رموز النكبة الثانية وفكغكة  معضلاتها ، ومن ثم تصبح ذكرى استعادة الديمقراطية  وانهاء الانقسام ،لربما ولربما ولعل وعسى نقضى على النكبة الاولى  بدلاً من الإحتفال بها ....
بقلم غادة خضر    .... فلسطينية في زمن  النكبة ......
 
 
 

 

نداء الوطن