غضب دولي من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن
بقلم : سري القدوة
الأربعاء 11 حزيران / يونيو 2025.
أثارت الولايات المتحدة غضب بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى القطاع المحاصر، مبررة خطوتها بأن النص يقوض الجهود الدبلوماسية الرامية لحل النزاع ويأتي الفيتو الأميركي في سياق غير مفهوم، ويمنح حكومة الاحتلال الضوء الأخضر لاستمرار الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ويعبر وصمة عار أخلاقية في ضمير مجلس الأمن الدولي، ويعد أول فيتو تستخدمه واشنطن في مجلس الأمن الدولي منذ عاد الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض .
الصمت لا يدافع عن الحقوق، ولا يحمي من ينتظر الموت، ولا يواجه تداعيات الإبادة الجماعية وإنه في الوقت الذي تختبر فيه الإنسانية على الهواء مباشرة في غزة، فإن مشروع القرار ولد من خلال الشعور الدولي المشترك بالمسؤولية تجاه المدنيين في غزة ومسؤولية أمام التاريخ بينما تجاهلت الإدارة الأمريكية كل ذلك وفضلت الوقوف وحيدة لدعم الاحتلال القاتل وجرائم الإبادة الجماعية الجارية ومشاركتها في تجويع أهل قطاع غزة وحصارهم حيث فضلت الولايات المتحدة التمسك بالحسابات السياسية وعدم تبنيها موقف عادل ومسؤول .
استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض «الفيتو»، أمر مشين رغم تأييد 14 من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن للقرار، كما يعد وصمة عار تضاف إلى السجل الأخلاقي للولايات المتحدة الأمريكية، ويعبر بوضوح عن اصطفاف كامل مع آلة القتل الإسرائيلية ودعم سياسي مباشر لجرائم الحرب، وباتت السياسة الأميركية العدوانية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجع استمرار حرب الإبادة وتزيد من دفع المنطقة إلى شفا الهاوية وخاصة في ظل استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين ومواصلة سياسات العدوان وجرائم الحرب .
الفيتو الأميركي لا يقل عن حرب الإبادة المنظمة وتكشف تناقضات السياسة الأميركية التي تدعي أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو، وبات المجتمع الدولي مطالب بممارسة الضغط لتجاوز الانحياز الأميركي وحماية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره كون أن فيتو واشنطن يقف مع حرب الإبادة الجماعية وبالتالي يجب فرض عزلة دولية على الإدارة الأميركية .
حماية الاحتلال والتستر على جرائم الإبادة الجماعية لن ولم يجلب الأمن لدولة الاحتلال ولا المنطقة برمتها واستخدام الإدارة الأمريكية حق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن ضد قرارات وقف الحرب وإدخال المساعدات يعنى شيء واحد فقط ان أمريكيا هي شريكة للاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب وخصوصا إن غزة تذبح بالسلاح والدعم الأمريكي وهذا يكشف طبيعة المخطط الذي تجاوز كل الحدود .
لا يمكن استمرار العبث بدماء الشعب الفلسطيني ويجب تغير المعادلات الدولية القائمة على مصالح الاحتلال والغطرسة والقوة فالتاريخ لن يرحم قتلة أطفال غزة وان أيديهم باتت ملطخة بالدماء وهم مطلوبين للعدالة وبالمحصلة النهائية سوف ينتصر العدل والقانون في نهاية المطاف مهما استمر الاحتلال في ارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية واختراقه للقانون الدولي .
سياسة الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال تجعل من الإدارة الأمريكية كشريك في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وأن هذه السياسة أصبحت تشكل خطرا على العالم، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.