د. عبدالرحيم جاموس يكتب : اميريكا هي الخصم وهي القاضي ..!

اميريكا هي الخصم وهي القاضي ..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
عجز الأمم المتحدة في إقرار الأمن والسلم الدوليين في فلسطين والشرق الأوسط ، يتجدد مع كل حرب تشنها المستعمرة الإسرائيلية سواء على الفلسطينيين أو على العرب ، ومع كل توتر تتكشف حقيقة المستعمرة الإسرائيلية ودورها الوظيفي بإبقاء المنطقة العربية والشرق اوسطية في حالة من التوتر وعدم الإستقرار وتغييب السلام والنمو و الإزدهار عن شعوب المنطقة .
خمسة وسبعون عاما على الصراع العربي الإسرائيلي وشقه الفلسطيني وعلى اختلاق ما يعرف بالقضية الفلسطينية وما جرته من ويلات ومآسي على الشعب الفلسطيني ، لم تفِ الأمم المتحدة ومجلس امنها العتيد بتنفيذ قراراتها وتعهداتها عاجزة عن إنهاء هذا الصراع وعن توفير الحماية للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية الثابته و المشروعة غير القابلة للتصرف، تاركة الشعب الفلسطيني وقضيته رهينة لدى المستعمرة الإسرائيلية وصانعيها من دول الغرب الأوروبي/الأمريكي .
يتجلى هذا العجز الأممي الآن في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة خاصة وعلى فلسطين عامة لما يزيد على ثمانية وسبعين يوما ويبقى مجلس الأمن مشلولا وبقية مؤسسات الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بدورها في وقف هذا العدوان ومعالجة نواتجه الإنسانية الكارثية على الشعب الفلسطيني ، كل ذلك بسب تواطئ دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر الدعم الكامل لهذا العدوان وتوفر له الغطاء السياسي وتجنبه الإدانة والمحاسبة من قبل الأمم المتحدة ، مما يشجعه على الإستمرار في عدوانه السافر على قطاع غزة دون حسيب اورقيب يمارس شهوته في مزيد من القتل والدمار واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني ودفع المواطنين في قطاع غزة الى ترك ومغادرة منازلهم تمهيدا لتدميرها ودفع اصحابها الى النزوح والهجرة عنها نهائيا .. ومن لم ينصاع لتعليمات جيش الإحتلال يدمر منزله فوق رأسه دون أي اعتبار
لكافة المناشدات العربية و الدولية بوقف هذا العدوان الهمجي .
هكذا يعجز بالأمس 22/12/2023 م مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بوقف العدوان ووقف إطلاق النار للمرة الرابعة وبعد مداولات مضنية بين الدول والمجموعات الدولية لعدة اسابيع و التي جميعها كانت تسعى إلى اتخاذ قرار بوقف العدوان ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ، لكن الموقف الأمريكي المسلح بحق الإعتراض/النقض كان يقف لهذة الجهود وهذه المواقف بالمرصاد ، على هذه الأرضية السياسيه والقانونية صدر القرار الإنساني الباهت بالأمس عن مجلس الأمن الذي يسعى ويهدف فقط لزيادة حجم الدعم الإنساني لقطاع غزة فقط مع استمرار تعرضه لنيران العدوان الإسرائيلي الهمجي دون شفقة او رحمة ، ودون مراعاةٍ لأبسط المفاهيم الإنسانية والأخلاقية ولقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية..
ان الولايات المتحدة بهذة السياسات والمواقف المجافية للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولإتفاقيات جنيف الاربعه والخاصة بحماية المدنيين والمؤسسات الصحية وتوفير الممرات الإنسانية ... وغيرها من الأمور الإنسانية للسكان المدنيين في زمن الحرب..
فهي شريكة في العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة..، وهي من يقف حجر عثرة أمام مجلس الأمن للإضطلاع بمهامه ومسؤولياته التي يخوله اياها ميثاق الأمم المتحده ، فباتت امريكا هي الخصم وهي القاضي في شان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واستمرار العدوان وتصعيده على قطاع غزة بما يحقق خطط الكيان الصهيوني في قتل وتدمير وتهجير سكانه ، وقتل كل فرص الأمن والسلام والإستقرار في المنطقه ، واستمرار الدور الوظيفي للمستعمره الإسرائيلية في المنطقه العربية .
د. عبد الرحيم جاموس
23/12/2023 م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 
 

 

نداء الوطن