القاهرة – نداء الوطن
أعربت جمهورية مصر العربية عن رفضها القاطع لمخطط إسرائيل المتعلق بإنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" في جنوب قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل تهديدًا مباشرًا لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، و"انتهاكًا للترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية"، بحسب ما كشفته مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح الأربعاء.
ويأتي هذا الموقف في ظل مباحثات إسرائيلية جارية لتنفيذ المشروع بتكلفة تقديرية بين 10 إلى 15 مليار دولار، وسط تصاعد المخاوف من تحوّل المدينة إلى غيتو مغلق يمهّد لتهجير جماعي للفلسطينيين.
🔴 تحذيرات مصرية: جميع السيناريوهات على الطاولة
وأكدت المصادر أن القاهرة حذرت تل أبيب وواشنطن من المضي قدمًا بهذا المخطط، مشددة على أن تنفيذه سيدفع مصر إلى إعادة النظر في التفاهمات الإقليمية القائمة.
وأوضحت المصادر أن مصر أبلغت الأطراف المعنية أن محاولات فرض واقع جديد سياسيًا أو أمنيًا مرفوضة، وأن جميع السيناريوهات مطروحة، بما في ذلك خيارات تتجاوز الرد الدبلوماسي.
🛑 تهديد أمني في سيناء وتخوف من تدفق سكاني
وفي تقييم أمني عالي المستوى، شدد مسؤولون مصريون على أن إقامة المدينة في هذا الموقع الحدودي تطرح تهديدًا مزدوجًا:
-
أولًا: إمكانية تدفق الفلسطينيين باتجاه الحدود المصرية تحت ضغط الواقع الإنساني والمعيشي داخل المدينة المفترضة.
-
ثانيًا: خلق حالة توتر أمني في شبه جزيرة سيناء قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتعقيد جهود السيطرة على الحدود.
⚠️ سابقة قانونية مقلقة
وتنظر القاهرة إلى هذا المخطط باعتباره سابقة خطيرة في القانون الدولي، يمكن أن تُستخدم لاحقًا لتبرير محاولات مشابهة في مناطق أخرى من العالم، وهو ما يُضعف أسس العدالة الدولية وحقوق اللاجئين.
📌 "غيتو رفح".. هندسة سكانية مرفوضة
يحمل التقرير عنوانًا لافتًا: "غيتو رفح يُقلق القاهرة: هندسة سكانية تمهيدًا للتهجير"، في إشارة إلى أن المشروع لا يحمل صبغة إنسانية كما تدّعي إسرائيل، بل يهدف إلى عزل سكان غزة وتجميعهم في مساحة محصورة قبل إجبارهم على الخروج الجماعي من القطاع.