عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة الماضية في نيويورك، الاجتماع التحضيري الأول للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء وبرئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، تمهيدًا لانعقاد المؤتمر في الفترة من 17 إلى 20 يونيو المقبل.
وأكد رئيس الجمعية العامة، فيلمون يانغ، أن المؤتمر يمثل "فرصة حاسمة" لرسم مسار لا رجعة فيه نحو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، مشددًا على ضرورة اغتنام هذه اللحظة التاريخية وتحويل الالتزامات الدولية إلى خطوات عملية.
وأشار يانغ إلى أن الصراع لن يُحل بالحرب أو الاحتلال، بل فقط من خلال تمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش بسلام في دولتين مستقلتين، مجددًا التأكيد على دعم الأمم المتحدة المستمر لحل الدولتين منذ أكثر من سبعة عقود.
من جانبها، دعت المملكة العربية السعودية إلى تحرّك حاسم ينهي الصراع، وأكدت المستشارة منال رضوان أن المؤتمر يجب أن يُنتج نتائج ملموسة لا مجرد رموز، قائلة: "السلام يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين كضرورة استراتيجية، لا كرمز".
كما سلطت الضوء على المبادرات السعودية السابقة، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، وأطلقت دعوة لتقديم التزامات عملية وواقعية لتحقيق تسوية دائمة.
من جهتها، أكدت مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، آن كلير ليجاندر، التزام فرنسا بحل الدولتين كسبيل وحيد للسلام، داعية إلى حشد دولي قبل مؤتمر يونيو لوضع خارطة طريق عملية، وشددت على ضرورة وقف الحرب على غزة، والإفراج عن الرهائن، ووقف الاستيطان وعنف المستوطنين.
بدورها، أكدت دولة فلسطين، عبر السفير عمر عوض الله، أهمية المؤتمر في التصدي لجرائم الاحتلال، ووقف الإبادة والتهجير والتجويع بحق الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة الخروج بمقاربات عملية تضمن حماية حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال بشكل فعلي.
ويُنظر إلى هذا المؤتمر المرتقب بوصفه محطة دولية مفصلية قد تعيد إحياء المسار السياسي المتوقف، وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والسياسية بالأراضي الفلسطينية.