صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) فجر اليوم الأحد، على خطة لتوسيع توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، بما في ذلك المناطق الشمالية، رغم اعتراض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وجاءت هذه الخطوة بالتوازي مع الدفع نحو خطة حكومية لإقامة ما يسمى "مدن خيام" في جنوب القطاع، تحت ذريعة فصل السكان المدنيين عن مقاتلي حركة حماس، في خطوة وصفت بأنها تمهيد لتهجير قسري منظم من شمال غزة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، استمرت الجلسة نحو خمس ساعات ونصف، اتسمت بتوترات غير مسبوقة ومشادات كلامية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، خصوصًا حول الجاهزية لتنفيذ "المدن الإنسانية" وجدوى الخطة من الناحية العملياتية.
نتنياهو: "اغمروا رفح بالمساعدات"
طالب نتنياهو الأجهزة الأمنية بوضع خطة تنفيذية عاجلة لتوزيع المساعدات في منطقة رفح، الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، بهدف دفع السكان للتوجه جنوبًا. كما عبّر عن غضبه من ما وصفه بـ"تباطؤ الجيش" في إقامة مراكز التوزيع، قائلًا: "لا يوجد ما يدعو للانتظار، علينا التقدم فورًا".
ورغم مصادقة المجلس على الخطة، أبدت الأجهزة الأمنية والعسكرية تحفظات شديدة على توقيت وجدوى إقامة "مدن الخيام" أثناء مرحلة وقف إطلاق النار، مشيرة إلى تعقيدات لوجستية ومخاطر أمنية ميدانية.
مشادات علنية بين القادة
تحول النقاش داخل الجلسة إلى صدامات حادة بين وزراء الحكومة والقيادة العسكرية، حيث عرضت صور تُظهر فلسطينيين يركضون نحو شاحنات المساعدات، فقال رئيس الأركان: "هؤلاء مدنيون جوعى"، بينما رد بن غفير: "لماذا نخاطر بجنودنا من أجل إطعامهم؟".
ورد نتنياهو: "لأنهم يركضون بسبب الجوع، وعندما تصلهم كميات كافية سيتوقفون عن الركض"، بينما استمر بن غفير في اعتراضه: "علينا إيقاف المساعدات فورًا، هؤلاء ليسوا مدنيين بل منطقهم قائم على الركض خلف كل شيء".
سموتريتش ضد المساعدات
اتهم الوزير بتسلئيل سموتريتش الأجهزة العسكرية بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية، قائلًا إن "89% من المساعدات تصل إلى حماس"، لكن المنسق غسان عليان نفى ذلك مؤكدًا أن "السكان هم من يحتاجون الطعام"، وأن "99% من الشاحنات تُنهب من المدنيين".
توتر وانقسام داخل الكابينيت
شهدت الجلسة أيضًا سجالًا بين الوزيرة أوريت ستروك والوزير دافيد أمسالم، حين انتقدت الأولى طريقة إدارة ملف المساعدات، فردّ عليها أمسالم ساخرًا: "إذا كان كذلك فتولي الإدارة بنفسك".
وفي ختام الاجتماع، اضطر نتنياهو لطرق الطاولة ووقف التراشق الكلامي بين المشاركين، مطالبًا بتحويل النقاش إلى مسار عملي ومهني في ظل اقتراب موعد محتمل للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مؤقت خلال الأيام المقبلة.