لقاء نتنياهو والمبعوث الأمريكي يتم وسط مجاعة غزة واتهامات بالتهجير القسري

لقاء نتنياهو والمبعوث الأمريكي يتم وسط مجاعة غزة واتهامات بالتهجير القسري

نداء الوطن

وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في القدس، لبحث مستقبل المفاوضات المتعثرة، والوضع الإنساني الكارثي الناتج عن سياسة التجويع الإسرائيلية.

وأعلن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، عبر حسابه في منصة "إكس" عن لقائه مع ويتكوف، بينما أكد مكتبه أن اللقاء يجري في القدس الغربية، دون الإفصاح عن تفاصيل الملفات المطروحة.

في المقابل، ذكرت قناة "12" العبرية أن ويتكوف وصل خصيصًا لمناقشة موضوعين رئيسيين: استمرار الحرب على غزة، والتدهور الإنساني الخطير في القطاع.

وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الضحايا نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 154 شهيدًا بينهم 89 طفلًا، وسط استمرار الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي صنّفها مراقبون بأنها إبادة جماعية تشمل القتل والتهجير والتجويع.

وخلفت هذه الحرب، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، إلى جانب مجاعة أودت بحياة الكثيرين.

وقالت القناة الإسرائيلية إن القيادات السياسية والعسكرية في تل أبيب تواجه معضلة متفاقمة بسبب صور المجاعة والمأساة الإنسانية الخارجة من غزة، وسط خيارات محدودة: إما صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، أو التوجه نحو احتلال جديد لأجزاء من القطاع.

ويُقدَّر عدد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بنحو 50، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,800 معتقل فلسطيني، يُعانون من التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، ما أدى إلى وفاة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية.

وكانت إسرائيل قد انسحبت مؤخرًا من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس في قطر، نتيجة رفضها الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب، واستمرارها بفرض شروط جديدة منها نزع سلاح الفصائل وإعادة احتلال القطاع.

ويتوقع أن يزور ويتكوف مركزًا لتوزيع المساعدات تابعًا لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع، للاطلاع على حجم المأساة، وسط اتهامات فلسطينية بأن هذه المساعدات تُستخدم كوسيلة لتجميع السكان تمهيدًا لتهجيرهم قسرًا.

وتشير تقارير الصحة في غزة إلى أن 1,239 شهيدًا و8,152 جريحًا سقطوا منذ 27 مايو/أيار، نتيجة إطلاق النار المتكرر على المدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات.

وأشارت القناة إلى أن دوافع ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني ليست إنسانية فقط، بل مدفوعة بضغوط سياسية داخلية متصاعدة في الولايات المتحدة، وسط رفض شعبي أمريكي متنامٍ لاستمرار الحرب.

من جهتها، اعتبرت منظمات دولية أن ما وصفته إسرائيل بـ"الإغاثة الجوية" مجرد خداع إعلامي لتغطية استمرار سياسة الحصار والتجويع، مع بقاء المعابر مغلقة منذ مارس/آذار.

وتزامنًا مع زيارة ويتكوف، تظاهر العشرات من ذوي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو مطالبين بصفقة فورية لإعادتهم، داعين المبعوث الأمريكي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

بدورها، أعلنت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، إلا أن نتنياهو يواصل رفضه، ما اعتبرته المعارضة محاولة للبقاء في السلطة، خشية تفكك الحكومة إذا انسحب المتطرفون منها.

وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلالها للأراضي الفلسطينية وأجزاء من لبنان وسوريا، رافضة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية.