نداء الوطن - أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال أن العمليتين الأخيرتين اللتين نفذتهما كتائب القسام شرق جباليا والشجاعية، تمثلان "رداً طبيعياً ومشروعاً" على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة، مشدداً على أن المقاومة لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام توغلات قوات الاحتلال.
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، نفى نزال أن يكون للعمليتين تأثير سلبي على مفاوضات وقف إطلاق النار، معتبراً أن العملية التفاوضية لا تتقدم إلا بتغير موازين القوى، قائلاً: "المقاومة بأنيابها ومخالبها هي من تعيد التوازن، أما الاستكانة فهي ما يعزز تعنّت الاحتلال".
وشدد على أن حركة "حماس" تتعامل حالياً مع "مسعى قطري" لجسر الهوة في مقترح المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأخير بشأن اتفاق تهدئة محتمل في غزة.
وأشار نزال إلى أن الجمود في المسار التفاوضي يعود إلى عدة عوامل، أبرزها تمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم باستمرار الحرب، وعدم تحقيق أهدافهم السياسية والعسكرية، إلى جانب "أسباب شخصية تتعلق ببقائهم في السلطة".
وأضاف أن وقف الحرب لا يزال مرهوناً بتدخل حاسم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وموقف عربي وإسلامي فاعل لم يتبلور بعد.
وتطرق نزال إلى المقترح الأميركي الأخير قائلاً إن الحركة لم ترفضه كلياً، بل وافقت عليه كإطار تفاوضي، مع تسجيل ملاحظات جوهرية أهمها ضرورة ضمان وقف شامل ودائم للحرب، مشيراً إلى أن "المقترح الحالي لا يضمن ذلك، بل يمنح الاحتلال فرصة لإعادة التصعيد بعد الأسبوع الأول".
وعن الأنباء التي تفيد بجمود كامل في المفاوضات، أكد نزال أن "الأبواب لم تغلق"، كاشفاً عن تجاوب الحركة مع جهود قطرية جديدة.
وختم بالقول إن حماس "تخوض معركة شاملة على الصعد العسكرية والسياسية والإعلامية والقانونية"، موضحاً أن معركة الرواية الإعلامية أسهمت في إحراج الاتحاد الأوروبي وتقدم مواقف بعض الدول، كما أفضت إلى حوار مباشر مع واشنطن، وهو تطور لافت منذ تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية.