إسرائيل أمام لحظة حاسمة: بين خيار التهدئة وتصعيد قد يغيّر وجه الحرب في غزة

نداء الوطن - نتنياهو:

نداء الوطن

تجد إسرائيل نفسها اليوم أمام مفترق طرق مفصلي في حربها على غزة، مع اقتراب لحظة الحسم بين خيارين متناقضين: استغلال فرصة التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الحرب، أو المضي في تصعيد عسكري قد يفتح الباب أمام مواجهة طويلة الأمد وبتكلفة إنسانية وجيوسياسية باهظة.

وفي حديث لإذاعة "103 إف إم" العبرية، قال المراسل السياسي أمير إيتنغر، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبدي استعدادًا لإنهاء الحرب وفق شروط محددة تشمل: الاحتفاظ بالوجود العسكري الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، نفي عدد من قيادات حماس من غزة، وتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة القطاع بعد الحرب.

تأتي هذه التطورات في وقت يتواجد فيه المبعوث الأمريكي الخاص في المنطقة، وسط قناعة أمريكية بأن إسرائيل على وشك اتخاذ قرارات مصيرية قد تُجمد فرص التوصل إلى اتفاق سياسي لفترة قد تمتد لأشهر طويلة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية، بحسب قناة 12 العبرية، إلى أن القيادة السياسية تميل حاليًا إلى استنفاد الخيارات العسكرية بشكل كامل قبل التفكير بالعودة إلى المفاوضات.

ويحمل المبعوث الأمريكي، ويتكوف، رسائل واضحة تتعلق بقضيتين تُثيران قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي: استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتدهور الخطير في الوضع الإنساني داخل القطاع.

في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية من حلفائه في اليمين المتطرف. حيث تشير تقارير إلى أنه وافق على تهجير آلاف الفلسطينيين من غزة عبر إسرائيل، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لتهدئة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي هدد بإسقاط الحكومة في حال تراجع نتنياهو عن هذه الخطوة. بينما وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالعمل على ضم أراضٍ في شمال القطاع تمهيدًا لبناء مستوطنات جديدة.

ويرى مراقبون أن رسالة ويتكوف تهدف إلى الحفاظ على الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق سياسي قبل أن تُقْدِم إسرائيل على خطوات ميدانية قد تُفشل المحادثات وتُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد والتوتر الممتد.