عاموس غلعاد: الحكم العسكري في غزة وهمٌ جديد يشبه كارثة لبنان 1982… و"مدينة رفح" ستجلب كارثة سياسية

عاموس غلعاد: الحكم العسكري في غزة وهمٌ جديد يشبه كارثة لبنان 1982… و"مدينة رفح" ستجلب كارثة سياسية

نداء الوطن – متابعة خاصة

حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاموس غلعاد، القائد الأسبق لغرفة العمليات في الجيش الإسرائيلي، من مغبة المضي في خطة الحكم العسكري المباشر في غزة، واصفًا إياها بـ"الوهم الخطير"، ومقارنًا ذلك بالتجربة الإسرائيلية الفاشلة في لبنان عام 1982 التي استمرت 18 عامًا وانتهت بانسحاب أحادي الجانب.

وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الأحد، قال غلعاد:

"قد يبدو الحكم العسكري سحريًا من الناحية النظرية، لكنه على الأرض سيُضعف إسرائيل، ويكلفها مليارات الدولارات، وسيفتح الباب لكارثة إنسانية وسياسية".

وأضاف أن هذه السياسة لن تضمن استئصال "حماس"، بل قد تؤدي إلى تآكل مكانة إسرائيل الدولية وتدهور علاقتها حتى مع الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب، التي قد تجد نفسها مضطرة لـ"إدارة ظهرها لإسرائيل"، في حال فشلت الأخيرة في احتواء تداعيات هذه السياسات.

🚫 "مدينة إنسانية" = كارثة سياسية

وحول الخطة الإسرائيلية بإقامة ما تسميه "مدينة إنسانية" جنوب قطاع غزة، قال غلعاد:

"هي ليست سوى نسخة ناعمة من التهجير القسري، ونتيجتها ستكون كارثة سياسية… مصر، السعودية، والأردن لن تقبل بها، لأنها تعتبر خيانة للرأي العام العربي".

ولفت إلى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية دعت إلى تسمية الخطة باسمها الحقيقي: "معسكر تركيز"، في إشارة إلى تداعياتها الخطيرة على المستوى الإنساني والسياسي.

🎯 خيار دبلوماسي لا عسكري

وأكد غلعاد أن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات عسكرية كبرى في غزة، عبر تفكيك البنى القيادية لحركة حماس، وهو ما يفتح الباب أمام حل سياسي شامل برعاية أمريكية، يبدأ بإطلاق سراح المحتجزين وينتهي بتوسيع التحالفات مع الدول العربية.

وقال:

"علينا البناء على التحالف مع الولايات المتحدة، وتفادي الغرق في رمال غزة كما غرقنا سابقًا في لبنان".

⚠️ قانون التجنيد وخطر التطرّف الداخلي

وانتقد غلعاد محاولات تمرير قانون يعفي اليهود المتشددين (الحريديم) من الخدمة العسكرية، معتبرًا أن هذا "يقوّض أسس الديمقراطية الإسرائيلية، ويعمّق الانقسام الداخلي".

وأضاف:

"الإصرار على الحكم العسكري في غزة، والتغاضي عن التهرب من الخدمة، سيشكلان تهديدًا وجوديًا حقيقيًا لمستقبل إسرائيل".

🧭 مفترق طرق تاريخي

في ختام مقاله، دعا عاموس غلعاد إلى التحرك الدبلوماسي العاجل بدلًا من "مواصلة الغرق في مستنقع غزة"، محذرًا من أوهام سياسية قد تعيد إنتاج إخفاقات ماضية، وتدفع إسرائيل نحو عزلة دولية متزايدة، وتحول دون تحقيق أي إنجاز سياسي أو أمني دائم.