مدينة عكا المحتـلة

 

موقع عكا

تعتبر عكا واحدةً من أهم وأقدم المدن في دولة فلسطين، فحسب المؤرخين يرجع تاريخها إلى العام 3000 قبل الميلاد، حيث تقع في الجزء الشمالي من فلسطين بمساحة تبلغ 11.3 كم2، وعلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتبعد مدينة عكا حوالي 181 كم عن مدينة القدس، وتحتل مكانة استراتيجية واقتصادية كبيرة، وهي حلقة الوصل ما بين فلسطين ولبنان ومصر، وذلك بسبب وجود سكة الحديد المرتبطة بين هذه البلدان، تعاقبت عليها العديد من الحضارات والأمم التي تركت فيها بصمة لم تزل موجودة لغاية الآن، ومن الجدير بالذكر أنّ المدينة حالياً مقسمةٌ إلى حارتين،

وهما: الحارة القديمة والحارة الجديدة، وتتميّز بكونها مجمع الديانات الثلاث؛ الإسلام والمسيحية واليهودية.

 

عكا قبل الميلاد

ذكرت مدينة عكا في العديد من النصوص التاريخيّة القديمة، فذكرت في التوراة، وفي المخطّطات الفرعونية عندما حاول الفراعنة على زمن الفرعون تحتمس الاستيلاء عليها، ولم تسلم أيضاً من فتوحات الإسكندر المقدوني الذي قام بغزوها في العام 332 قبل الميلاد، واستولى عليها، وأصدر فيها عملة ذهبية كان مكتوب عليها اسم المدينة، وقد كانت تحمل عكا اسم "باطليموس" والذي يرجع إلى الجد الأكبر "لتيلمي الثاني" الذي احتلها في العام 301 ق.م، وقد تمّ تشييد أوّل مركز رياضي فيها في العام 48 قبل الميلاد عندما حكمها :هيرودوس:.

 

عكا والرومان

حدثت ثورة في عكا في العام 606 م، عندما قام يوليوس قيصر بقتل ما يزيد عن ألفي يهودي، ونفي المتبقي منهم. تحوّلت عكا إلى مدينة رومانية على زمن نيرون، والذي بنى فيها الحمامات الرومانية. اكتشفوا الرمل الزجاجي والأصباغ على شواطئها.

 

عكا والفتوحات الإسلامية

فتحت عكا على يد شرحبيل بن حسنة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص في العام 636م. تطورت عكا من الناحية الصناعية في العهد الأموي، وخاصة في مجال صناعة السفن الحربية، والتي استخدموها لغزو قبرص.

 

نتيجة لتطور عكا وازدهارها، أراد الصليبيون الاستيلاء عليها، ونجحوا في ذلك في العام 1104م، حيث تم تحويلها إلى ميناء، وقسموها إلى عدة أحياء. قام القائد المملوكي، الأشرف خليل بن قلاوون بتحريرها من الصليبيين وتدمير أسوارها في العام 1291م في عملية "الفتح"، حتى لا يستولي عليها مرة أخرى، مما تركها في حالة من الخراب لمدة 400 سنة. أصبحت عكا تحت إمرة الدولة العثمانية في أوج قوتها، حيث قاموا بتطويرها وإنشاء المدارس والمراكز الصحية والمساجد وغيرها. احتل ظاهر العمر عكا في العام 1744م، وشيد فيها سوراً يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار.


حاول نابليون بونابارت الاستيلاء على المدينة سبع مرات في العام 1799م، ولكنه فشل بسبب أسوارها المنيعة.

 

 

الاحتلال الإسرائيلي بعد الانتداب البريطاني، واحتلال اليهود لفلسطين، تمّ الاتفاق على تقسيم فلسطين إلى دولتين في العام 1947م وأصبحت عكا تابعةً لإسرائيل، وبعد النكبة في 1984م قام اليهود بتهجير آلاف المدنيين من عكا المحتلة. تشكل نسبة الفلسطينين أو العرب في عكا 35%.

 

أهم الآثار التاريخية في عكا

خان العمدان. مسجد الجزار. سور عكا. كنيسة ودير الفرانسيسكان.

 

 

نداء الوطن