سماح و سرورُي

 

بكر أبوبكر

 

في مخيم التعايش في عين زحلتا بجبل لبنان كانت تجلس متحفّزة الى يساري، وأنا أتحدث واقفًا أمام 80 طالبًا وطالبة من مختلف مناطق البلد، ثم تدخلت بالكلام فأضافت الكثير، وكانت هي سماح الثريّة التي تتابع ما يصدر عنّا بشغف العربية الفلسطينية الناهدة نحو الوطن، فسُررت بها كثيرًا وبأمثالها فهم ضوء الفجر القادم...وبعد العودة الى فلسطين أرسلت لي هذه الصورة. فكتبتُ، ثم ردّت هي:

قلتُ لها:

أراكِ تضجّين شغفًا لفلسطين وتطرحين الأسئلة كورودٍ تُعطّر الطريق.

وبيديك الغضتين تدفعين عربة الثورة ولا تغضبين إلا على العِدا.

تجتازين حريق الحنايا ولهيب الصدور بنهر صمودك اللوزيّ.

لعلك تُطلِقين سهامَ قلبك نحو البعيد فتصيدُ أكبادًا ساهمةً، هناك في حيفا أو صفد أو ما بعد بعد يافا.

وعلى صهوة غيمةٍ مطيرةٍ تطاردين الغرباء فلا تسامحين، وتلوّحين للأحباب بقطرات منهمرة من المطر.

من مقلتيك يتبدّى الفرح الأعظم فلا نتوب يا سماح عن عشق الوطن، ونعيشُ حُلم العودة حتى يسبقنا فنكون هناك هنا...

حيث لا جمود ولاتراجع وإنما غبار معارك وانتصارات وأضواء تتلألأ من آخر النفق.

*نص نثري من بكر أبوبكر مهدى الى الاخت سماح محمد. فلسطين-رام الله-٤/٨/٢٠٢٢م.

فردت قائلة -أكثر مما أستحق- كالتالي:

منذ 4:22 دقيقة وأنا افكر ماذا ستكون إجابتي لك !

أنا التي اعتقدتُ أنك نسيتني عندما كتبت مقال من عين زحلتا في لبنان و ذكرت علي وآخرين،..

هذه الرسالة جعلت قلبي يقفز من مخيم البص الى رام الله ..

أتابع قناتك بشغف، دونتُ كل الكتبِ التي تحضّر لإصدارها، كنت أتابعك ولا زلت و سابقى

- لا أظن أنك ترى كلامي مجاملة...

ملاحظة:

عندها أخبرني الأستاذ نزيه أنك من ستحاضر بنا حضّرت عشرات الاسئلة التي كنت سأمطرها عليك، ولكنني وجدتُ أمامي انساناً وطنياً حركياً يحمل فكراً أسعى لان استسقي منه ما يغذي فكري و عقلي

استصغرت أسئلتي أمام ما تحملُ من مفاهيم و افكارٍ

غيّرت مفهومي للتنمية و الذات و بعد محاضرتك أخذت عهداً على نفسي أن أبني ذاتي ..

لا تعتقد للحظة أن كلامي مجاملة ما زال في جعبتي آلاف من الأفكار ..

لذلك اسمح لي أن اختتم رسالتي بعبارة أن للحديث بقية ..

دُمت بخير.

 

نداء الوطن