الاعلامي سري القدوة يكتب : الاستيطان يتصاعد والكوارث الإنسانية تتواصل في غزة

الاستيطان يتصاعد والكوارث الإنسانية تتواصل في غزة

بقلم : سري  القدوة

الثلاثاء 23 كانون الأول / ديسمبر 2025.

 

القضية الفلسطينية تمر في هذه الأيام بمنعطف خطير، وتواجه تحديات هائلة، فالاحتلال يواصل عدوانه وجرائمه، ويستهدف القدس وأهلها ومقدساتها، وبالذات المسجد الأقصى المبارك، وكذلك المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، ويعتدي على شعبنا في الضفة، ويحاصر غزة بعد أن دمرها بشكل شبه كامل، وبات على المجتمع الدولي وضع حد للانتهاكات الاستيطانية الإسرائيلية المتواصلة، والتي تتحدى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وآخرها الإعلان عن بناء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية في انتهاك صريح للقرارات الأممية ذات الصلة .

 

يجب على  المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، الضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على إدخال المساعدات الإنسانية بما فيها البيوت الجاهزة والخيام، لقطاع غزة لوقف تفاقم معاناة المواطنين النازحين، في ظل الأحوال الجوية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وغرق الخيام المهترئة بالأساس، وضرورة فتح المعابر، والإسراع بإدخال المساعدات بشكل عاجل، ورفع العراقيل التي يضعها الاحتلال على وكالة الأونروا لتقوم بواجباتها تجاه أبناء شعبنا، حسب قرارات الشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .

 

خطورة ما يجري في غزة من تدمير، وما يقوم به جيش الاحتلال من اعتداءات متواصلة بحق المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وهدم البيوت في مخيمات الضفة وتهجير سكانها، بالإضافة إلى الإرهاب الممنهج الذي ينفذه المستوطنون والمتمثل بقتل للمواطنين وحرق للممتلكات وقلع للأشجار، الأمر الذي سيدمر كل الفرص المتاحة سواءً كانت محلية أو دولية، وسط حروب لم يعد لها أي جدوى .

 

الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة أصبحت أكثر خطورة وأكثر تعقيدا وتشابكا، الأمر الذي يتطلب تدخلا أميركيا فعالا ورفض السياسات الإسرائيلية المدمرة وممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة الرافضة ألي إي جهود دولية تبذل لوقف العنف والتصعيد، مما يتطلب العمل الجاد للحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي تصر سلطات الاحتلال على تجاهلهما وتحدي الرغبة الدولية الرامية لإحلال السلام وفق القانون الدولي كما عبرت عنه الاجتماعات الدورية المتواصلة لمجلس الأمن الدولي .

 

وفي ظل الكارثة الإنسانية التي يشاهدها قطاع غزة حيث يعيش أبناء شعبنا وضعا كارثيا بشكل غير مسبوق في ظل المنخفض الجوى الشديد الذي أدى إلى غرق مساحات واسعة من الأحياء السكنية والشوارع المنخفضة وتضرر أكثر من 250 ألف نازح نتيجة سقوط مياه الأمطار، ولا بد من مواصلة الضغط الدولي على حكومة الاحتلال المتطرفة للسماح بإدخال المساعدات الطبية والإغاثية، في ضوء قرار مستشفى الكويت التخصصي الميداني وقف إجراء العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية، بما فيها أدوية التخدير، والمحاليل الطبية، ومواد التعقيم، وأدوات الجراحة اللازمة، ومنع إدخالها من قبل سلطات الاحتلال .

 

يجب وقف سياسات الاحتلال الإسرائيلي المدمرة للحياة وضرورة العمل على وقف السلوك المتوحش للاحتلال، وأهمية إدراج جرائم الاحتلال وسرقة الأراضي ومصادرتها وتدمير البنية التحتية الأساسية في المدن الفلسطينية باعتبارها استمرارا لجريمة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الشعل الفلسطيني وما زالت مستمرة .

 

لا بد من مساءلة ومحاسبة الاحتلال على هذه الجرائم، وإيجاد آليات دولية تضمن فتح ممرات إجبارية لإدخال المعونات والمساعدات الإغاثية والدوائية والصحية إلى قطاع غزة، في إطار تحمل المسؤولية الدولية لإنقاذ الوضع الكارثي، ومنع الانهيار الكامل للقطاع الصحي، والتخفيف من المعاناة الإنسانية المتفاقمة مع فصل الشتاء وانهيار المباني، التي توقع يوميا مزيدا من الضحايا .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.