الاعلامي سري القدوة يكتب : الأمطار الغزيرة تفاقم معاناة نازحي الخيام بقطاع غزة

الأمطار الغزيرة تفاقم معاناة نازحي الخيام بقطاع غزة

بقلم : سري القدوة

الاثنين 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2025.

 

تواردت التقارير والفيديوهات من أماكن النزوح في قطاع غزة حيث غمرت المياه خيام النازحين بحلول فصل الشتاء، بينما تكافح العائلات النازحة بغزة من أجل الحفاظ على ملاجئها المؤقتة من الإنهيار، ويواجه ملايين النازحين برد الخيام، كما حذر المؤسسات الدولية العاملة في غزة من أن المياه غمرت آلاف الخيام المنصوبة لإيواء النازحين الذين تدفقوا إلى المخيمات هربا من الحرب، وتلقت الإسعافات وفرق الإنقاذ مئات المناشدات من نازحين غمرت مياه الأمطار منازلهم وخيامهم .

 

وغرقت العشرات من الخيام وسجلت إصابات بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت بمدينة غزة، ورصدت الفيديوهات مشاهد من آثار المنخفض الجوي على المدينة وتأثيره على ساكني الخيام وأظهرت مياه الأمطار وقد تسربت إلى آلاف الخيام، وخاصة في مدينة غزة جراء هطول أمطار غزيرة ودخولها أيضا إلى داخل ردهات المستشفى وممراتها .

 

وتستقبل مدن ومخيمات قطاع غزة بداية موسم الشتاء والأمطار بخيام مهترئة تزيد من معاناة سكانها، ووفقا للإحصائيات الدولية فان أكثر من 282 ألف منزل في غزة دمر أو تضرر خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وأجبر عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية على العيش في خيام مع دخول فصل الشتاء والأمطار وانهيار البنية التحتية وانقطاع كامل للكهرباء وعدم توفر وسائل التدفئة، مما ترك الكثير من الناس دون مأوى .

 

وبات يعيش أهالي قطاع غزة وسط الدمار والركام، حيث تعيش العديد من العائلات في خيام مع حلول فصل الشتاء، وغالبا في ظل مساحة محدودة تفتقر إلى الخصوصية والخدمات الأساسية، وفي منطقة خانيونس الامطار تهدد بإغراق أكثر من 900 ألف نازح، ومع اقتراب منخفض جوي خطر، في ظل أوضاع إنسانية قاسية ودمار واسع خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع خلال سنتين .

 

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما زال النازحون الفلسطينيون يعيشون ظروفا إنسانية كارثية في ظل نقص توفر مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى الأساسيات بعدما حولتهم الحرب، إلى فقراء، وخلال موسمي الشتاء على مدى العامين الماضيين، اقتلعت الرياح العاتية وأغرقت مياه الأمطار عشرات الآلاف من خيام النازحين، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية في مقتنيات النازحين القليلة أصلا، وفي ظل انهيار خيام النازحين في القطاع ولم تعد صالحة للإقامة، ويعاني القطاع من نقص الخيام وعدم توفرها حيث يحتاج الأهالي في قطاع غزة الى نصب خياما وإقامة مراكز إيواء مؤقتة لحمايتهم من الأمطار الغزيرة كبديل عن منازلهم التي دمرها الاحتلال .

 

لا بد من رفع القيود والعراقيل الإسرائيلية التي تحول دون تمكن الحكومة الفلسطينية من إدخال البيوت المتنقلة والخيام، ومعدات الإيواء إلى قطاع غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الصعب الذي يعرض حياة الأطفال والنساء وكبار السن إلى مخاطر جسيمة، وتفرض حكومة الاحتلال برغم اتفاق وقف الحرب في غزة قيودا مشددة على دخول البضائع والمساعدات الإنسانية، وخاصة مع تضرر نحو 92 بالمائة من المباني السكنية أو دمارها في الحرب .

 

ويجب على دول العالم، وخاصة الإدارة الأميركية، وكذلك الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالضغط على إسرائيل، للإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام للقطاع، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تعرض حياة المواطنين للخطر، حيث أن ما تبقى في غزة من خيام متهالكة وممزقة لا تمنع دخول الأمطار ولا توفر الحماية للمواطنين .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.