بيان صادر عن قطاع العمال في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان

 

لمناسبة الأول من أيار "عيد العمال العالمي "

 

يشكل الأول من أيار من كل عام محطة أممية هامة، يجدد فيها العمال والفلاحين والشغيلة وعموم الفقراء انتماءهم إلى معسكر النضال من أجل القضاء على كل أشكال الاستغلال والقهر الطبقي والاجتماعي والاستبداد والفساد وامتصاص دماء الشعوب، ونهب ثرواتها، وهدر طاقاتها، وإبقائها حبيسة التخلف، وإعاقة تقدمها نحو بناء مستقبل جديد للبشرية جمعاء، يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، لصالح مجتمع دولي تسوده علاقات متكافئة تقوم على الاحترام المتبادل لحق الشعوب في صون سيادتها الوطنية وبناء مستقبلها بإرادتها الحرة، بعيداً عن كل أشكال التسلط والتبعية والحرمان.

إن الأول من أيار يجب أن يكون مناسبة لتسخير كل القوانين والأنظمة والسياسات لصالح مشاريع البناء والتنمية، بعيداً عن كل أشكال التمييز الطبقي، واستغلال القوى الامبريالية والرأسمالية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لثروات الشعوب وفرض السيطرة عليها، تحت أي شكل من أشكال التبعية، وفي هذا السياق تأتي التحالفات الاستراتيجية بين الاحتلال الإسرائيلي وعدد من دول المنطقة برعاية أمريكية تحت ما يسمى التطبيع.

إن عمال فلسطين شكلوا على الدوام رأس الحربة في الدفاع عن المشروع الوطني في تقرير المصير والعودة والدولة والقدس، ويتقدمون الصفوف في مقاومة الاحتلال والاستيطان بكافة الأشكال والأساليب على طريق الانتفاضة الثالثة والعصيان الوطني الشامل، على طريق فرض إرادة شعبنا على دولة الاحتلال الاستيطاني الكولونيالي الإحلالي الإجلائي حتى إرغامها على الانسحاب من فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة حتى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم.

 يحيي عمال فلسطين في لبنان هذه المناسبة في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية والتي وصلت مستويات خطيرة، بسبب انعدام فرص العمل والبطالة الشاملة والفقر والحرمان التاريخي من أبسط الحقوق الانسانية نتيجة القوانين الظالمة، وتداعيات الأزمة اللبنانية وجائحة كورونا، وهو ما يقتضي من المرجعيات المعنية الثلاثة، الأونروا والدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية العمل الجاد من أجل تبني استراتيجية اقتصادية تحمي العمال واللاجئين.

إننا في قطاع العمال إذ نجدد رفضنا المطلق لمواقف المفوض العام للأونروا الداعية لتوفير الخدمات عن طريق مؤسسات دولية بالإنابة عن الأونروا، لما يُشكله من استهداف لوكالة الغوث في اطار تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، نُشدد على ضرورة بلورة استراتيجية للتحرك الدبلوماسي والسياسي من اللجنة التنفيذية ودائرة شؤون اللاجئين فيها مع المجتمع الدولي والدول المانحة من أجل حماية الأونروا وتجديد التفويض لها وتوفير موازنة ثابتة من الأمم المتحدة أسوة بالمنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى، حتى لايبقى العجز بالموازنة سيفاً مُسلطاً على رقاب اللاجئين ومادة للإبتزاز السياسي الأمريكي خدمة للاحتلال الإسرائيلي.  وذلك بالتوازي مع دور استثنائي من قيادة منظمة التحرير واللجان الشعبية وهيئة العمل الوطني في لبنان لبلورة برنامج تحرك جماهيري سلمي وحضاري متواصل حتى إرغام إدارة الأونروا على الاستجابة لمطالب شعبنا باعتماد برنامج ركيزته خطة طوارئ اقتصادية شاملة ومستدامة، تستجيب للأزمة الاقتصادية ولواقع الفقر الذي تئن تحت وطأته آلاف العائلات  الفلسطينية.

كما يجدد قطاع العمال دعوة الدولة اللبنانية من أجل إصدار تشريعات قانونية تضمن للعمال واللاجئين الحق الثابت بالتملك والعمل بدون إجازة عمل ومساواة العامل الفلسطيني بأخيه اللبناني والإفادة من الضمان الاجتماعي وإلغاء مبدأ المعاملة بالمثل والتعاطي الانساني مع المخيمات، إضافة لشمول اللاجئين بالاستراتيجية الاقتصادية والصحية والاغاثية لأن المعاناة واحدة. كما ندعو إلى تفعيل دور منظمة التحرير ومؤسساتها واتحاداتها ولجانها الشعبية وممارسة دور أوسع، ومضاعفة تقديماتها بالشراكة الكاملة، بما ينسجم مع حجم المعاناة والضائقة المعيشية.

إن قطاع العمال في الجبهة الديمقراطية وذراعه النقابي "منظمة لجان الوحدة العمالية " إذ يهنئ عمال فلسطين بعيدهم، يثمن إنجاز المؤتمر العاشر للاتحاد العام لنقابات فلسطين، وانتخاب مكتبه التنفيذي، فإنه يشدد على ضرورة تفعيل الدور النقابي المرجعي للاتحاد من خلال عقد الجمعيات العمومية وانتخاب المجالس النقابية لكافة المهن تركيزا على الصيادين والسائقين والمزارعين، نظرا لمشكلاتهم اليومية، لأن بناء النقابات هو المدخل الحاسم الذي لاغنىً عنه من أجل معالجة المشكلات الجماعية والفردية للعمال وتأمين حقهم في العمل وتحسين الأجور وتوفير الضمان الصحي والاجتماعي والعيش الكريم واللائق على طريق العودة.

 

التحية للعمال في عيدهم المجد للشهداء والحرية للأسرى والمعتقلين.

ستبقى القدس محور النضال وعنوانه، وستبقى المقاومة والانتفاضة الطريق الأقصر لدحر الاحتلال والاستيطان وانتزاع الحرية والعودة والدولة والقدس.

 

نداء الوطن