نداء الوطن – متابعة
كشف المحلل السياسي الإسرائيلي البارز رافيف دروكر، عن تحول لافت في توجهات الحكومة الإسرائيلية بشأن ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أظهرت التحليلات انحيازًا واضحًا لصالح الوساطة القطرية على حساب الدور المصري التقليدي في هذا الملف.
وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أوضح دروكر أن المعلومات تستند إلى تصريحات مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى شارك في مفاوضات تبادل الأسرى الأخيرة، فضل عدم الكشف عن هويته، مشيرًا إلى أن صناع القرار في تل أبيب يتبنون موقفًا ممنهجًا لتقليص الدور المصري وتعزيز الوساطة القطرية.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بترتيب زيارات سرية إلى دول خليجية دون تنسيق مع رئيس الموساد الحالي أو الفريق المفاوض، ما يعكس إدارة غير تقليدية ومثيرة للجدل للملف الأمني.
كما نقل عن المصدر أن كل تقدم مصري في الوساطة كان يُقابل بخطوات إسرائيلية مضادة، تهدف لإبراز الدور القطري وتقليص النفوذ المصري في المحادثات، ما عزز الشكوك بوجود خطة إسرائيلية مدروسة لإعادة تشكيل خارطة الوسطاء الإقليميين.
وتأتي هذه التسريبات في ظل تحقيقات أمنية موسعة تجريها أجهزة الأمن الإسرائيلية في إطار ما بات يُعرف بـفضيحة تسريب المعلومات للدوحة، حيث يُشتبه في قيام شخصيات مقربة من نتنياهو بتمرير معلومات حساسة للمخابرات القطرية، بينها جنرال متقاعد يُعتقد أنه لعب دور الوسيط غير المشروع.
وقد تسببت هذه التطورات في أزمة سياسية داخلية متفاقمة داخل إسرائيل، حيث يواجه نتنياهو اتهامات من المعارضة باستغلال الملف الأمني لتحقيق مكاسب سياسية، في حين يحذر خبراء أمنيون من وجود اختراقات عميقة في بنية المؤسسة الأمنية قد تشير إلى شبكة أوسع من التأثير الأجنبي في مراكز صنع القرار.