توتر غير مسبوق بين رئيس "الشاباك" الجديد ورئيس الأركان السابق بسبب ملف المختطفين لدى حماس

نداء الوطن - قادة الاحتلال

 

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصاعد غير مسبوق في حدة التوتر بين اللواء دافيد زيني، المُعيّن لرئاسة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ورئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، وذلك بسبب تباين وجهات النظر في التعامل مع ملف المختطفين لدى حركة حماس في قطاع غزة.

وبحسب التقرير، فقد أدلى زيني خلال اجتماع مغلق في هيئة الأركان العامة بتصريحات مثيرة للجدل قال فيها: "أنا ضد صفقات الرهائن، هذه حرب أبدية". هذه التصريحات أثارت غضب واستياء عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين اعتبروها تجاهلًا لمعاناتهم ومطالبهم.

ووفق مصادر القناة، لم تكن هذه المرة الأولى التي يعبّر فيها زيني عن موقفه المتشدد. ففي اجتماع سابق في القيادة الجنوبية، انتقد زيني بشكل مباشر رئيس الأركان قائلاً: "أنت تفضل إعادة الرهائن على تدمير حماس"، ما أدى إلى مشادة كلامية حادة بين الطرفين.

وعبّرت مصادر أمنية مطلعة عن قلقها من توجهات زيني، مؤكدة أنه لا يُعير قضية المختطفين الأهمية الكافية، في تناقض واضح مع نهج الجيش الذي يسعى لتحقيق توازن بين الضغط العسكري والحفاظ على حياة الرهائن.

وقال مسؤول أمني للقناة: "زيني كان من الأقلية داخل هيئة الأركان التي رفضت صفقات التبادل، ولم يكن لصوته تأثير كبير، لكن تعيينه رئيسًا للشاباك قد يغير المعادلة".

ردود الفعل الغاضبة لم تتأخر، فقد أصدرت هيئة عائلات المختطفين الإسرائيليين بيانًا طالبت فيه الحكومة الإسرائيلية بتوضيح رسمي حول تصريحات زيني، واصفة إياها بأنها "خطيرة وتمثل خرقًا أخلاقيًا يمس القيم الإنسانية والشعب الإسرائيلي بأسره".

كما دعت جمعية "منتدى حاييم"، التي تمثل العديد من عائلات الأسرى، إلى إلغاء التعيين فورًا، معتبرة أن تصريحات زيني تعكس توجّهًا يتنافى مع الرغبة الشعبية في إنهاء الحرب وإعادة المختطفين.

على الصعيد السياسي، أثار التعيين انتقادات واسعة، إذ اعتبرت جهات معارضة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختار شخصية تعارض صفقات التبادل عمدًا، رغم أن سلف زيني في الشاباك لعب دورًا مهمًا في إعادة عدد من المختطفين خلال الأشهر الماضية.

وفي تصريح مؤثر، قالت ناتالي تسينجوكار، شقيقة أحد المختطفين: "أنا لا أثق بزيني في إعادة أخي، ولا في قدرته على حماية الجنود الذين يضحون يوميًا لتحقيق صفقة تنهي الحرب".