"عربات جدعون".. خطة إسرائيلية لتفريغ شمال غزة وتغيير ديمغرافية القطاع قبيل وقف إطلاق النار

"عربات جدعون".. خطة إسرائيلية لتفريغ شمال غزة وتغيير ديمغرافية القطاع قبيل وقف إطلاق النار

نداء الوطن – متابعة خاصة

تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها العسكرية المسماة "عربات جدعون"، الهادفة إلى إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه وتوسيع المنطقة العازلة، وذلك قبيل التوصل المحتمل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، قد يقيّد تحركات الجيش الإسرائيلي ضمن حربه المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبحسب مصدر فلسطيني مطّلع تحدّث لوكالة الأناضول، فإن إسرائيل تكثف عمليات التدمير الممنهج للمنازل والبنية التحتية في مناطق شمال وشرق غزة وخان يونس، مستغلة ما تبقى من وقت قبل أي هدنة مرتقبة لـ"منع أي فرصة لعودة السكان إليها".

◀️ تغيير التوزيع الديمغرافي

منذ انطلاق عملية "عربات جدعون" في مايو الماضي، شهد قطاع غزة تحولًا كبيرًا في التركيبة الديمغرافية، حيث بات الفلسطينيون محصورين في ثلاث مناطق ساحلية ضيقة، هي: غرب غزة، غرب المحافظة الوسطى، وغرب خان يونس.

وباتت هذه المناطق مفصولة عن بعضها بفعل محاور عسكرية إسرائيلية مثل نتساريم وكيسوفيم وموراغ، في وقت تُعد باقي مناطق القطاع إما مدمّرة أو تخضع لأوامر إخلاء.

ووفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لا تتجاوز المناطق الصالحة للسكن 15% من مساحة القطاع، ما أجبر عشرات الآلاف على التكدّس في مناطق مكشوفة على الشريط الساحلي المعروفة بـ"المواصي"، رغم افتقارها للبنية التحتية ومقومات الحياة الأساسية.

◀️ تدمير واسع واستهداف مراكز الإيواء

وفي الأيام الأخيرة، صعّد الجيش الإسرائيلي من قصفه للمباني متعددة الطوابق والمدارس التي تُستخدم كملاجئ للنازحين، حيث استهدف مدارس مصطفى حافظ والشافعي والزيتون، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء من المدنيين.

ويهدف هذا التصعيد – بحسب المصدر – إلى منع عودة النازحين إلى المناطق الشرقية، ودفعهم للبقاء في مناطق محددة تتماشى مع الخطط الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع ديمغرافي جديد.

◀️ دمار شامل في المناطق "الحمراء"

تشير التقارير إلى أن الجيش يُمارس عمليات نسف منظم للمنازل في المناطق المصنفة "حمراء" على خرائط الإخلاء الإسرائيلية، خصوصًا في حي تل الزعتر ومدينة الشيخ زايد شمال القطاع، وسط أصوات انفجارات يومية تصل إلى 30 انفجارًا.

ونشرت جهات إسرائيلية مقاطع فيديو توثّق حجم الدمار، في ظل صعوبة وصول السكان ووسائل الإعلام إلى تلك المناطق لتقييم الأوضاع.

◀️ أهداف متعددة للعملية

ترى الفصائل الفلسطينية أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العملية إلى:

  • تعزيز مكاسب ميدانية قبيل أي اتفاق تهدئة.

  • تغيير الخريطة السكانية وتثبيت المناطق العازلة.

  • تحسين موقفها التفاوضي في ملف تبادل الأسرى.

  • فرض ترتيبات لما بعد الحرب.

وكانت قناة "12" العبرية قد كشفت أن الجيش يخطط لاستكمال السيطرة على كامل القطاع باستخدام خمس فرق عسكرية، مشيرة إلى أن القتال يتركز حاليًا في حي الشجاعية شرق غزة.

◀️ ضغوط قبل الهدنة

في ظل حديث متصاعد عن قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته على الأرض لتحقيق "نصر حاسم" – بحسب وصف صحيفة "معاريف" – قبل سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قد يعلن وقف إطلاق النار رسميا خلال أيام.

وتُقدّر إسرائيل وجود 50 أسيرًا لديها في غزة، مقابل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في سجونها، وفق تقارير حقوقية.

ومنذ بدء الحرب، استشهد نحو 193 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، بينهم آلاف النساء والأطفال، مع تواصل المجاعة والدمار الشامل، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بدعم أميركي.