نداء الوطن – متابعات دولية
في خطوة تعكس عمق التوتر بين الأمم المتحدة من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، تتصاعد الضغوط داخل مجلس الأمن لوقف عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، التي تُتهم بتحويل نقاط توزيع المساعدات الإنسانية إلى "مصائد موت" تودي بحياة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، صرّح خلال مؤتمر صحفي بأن النموذج الذي تنفذه المؤسسة المدعومة أمريكياً "يقتل الناس"، مشيرًا إلى أن "أي عملية تدفع المدنيين اليائسين نحو مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة، وتشكل تهديدًا لحياتهم".
وأكد غوتيريش أن عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة يتعرضون بدورهم للمجاعة، وأن إسرائيل بصفتها قوة احتلال ملزمة قانونًا بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ورفضت الأمم المتحدة مقترحات إسرائيل والولايات المتحدة بتمرير مساعدات عبر GHF، معتبرة أن هذه الآلية تفتقر للحيادية وتحولت إلى أداة عسكرية لإجبار المدنيين على النزوح تحت الخطر المباشر.
🔥 شهادات مروعة: "ساحة إعدام"
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن شهادات صادمة لضباط وجنود إسرائيليين، أكدوا خلالها أن الجيش يتعمد إطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات، رغم تأكيدهم أن الضحايا لا يشكلون أي خطر.
ونقل أحد الجنود أن الأوامر كانت واضحة: "التعامل معهم كأنهم قوة هجومية"، دون استخدام وسائل تفريق غير مميتة. وقال: "يُقتلون وكأنهم أعداء... لا يوجد عدو، لا يوجد إطلاق نار من الجانب الآخر. إنها ساحة إعدام".
واستخدم الجندي عبارة "عملية الفسيخ العسكرية" لوصف نمط القتل اليومي قرب مراكز المساعدات، في إشارة إلى الفظائع التي تُرتكب بحق المدنيين الباحثين عن الطعام فقط.
🛑 صراع في مجلس الأمن
وتُشير التقارير إلى أن مجلس الأمن الدولي يستعد لبحث قرار بوقف نشاط GHF وتفكيك بنيتها بالكامل، وسط محاولات أمريكية وإسرائيلية لمنع صدور القرار، خشية انهيار الدعم الدولي لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن GHF باتت ورقة سياسية لإسرائيل، تستخدمها لتخفيف الضغط الدولي بعد المجازر المستمرة، وخاصة في ظل انشغال العالم بالحرب مع إيران.