وفاء نصر شهاب الدين

  • أنـــــــــــــت

    وفاء نصر شهاب الدين

     

    وفاء نصر شهاب الدين

     

    أنت لا تخيفني ، أبدا ..لا أستشعر منك روعاً ، سنواتك الخمسون لا ترهبني، ابتسامتك الغراء قليلاً ما تفزعني ، تفاصيلك الفتية ، رشاقتك المبهرة، ملامحك الصبية فقط تدهشني..

    حروفك الخصبة حين تسيل على شفتي نبلك الطاغي، ريشة القلم حين تحاول وصف همساتك، روحك حين تحاول إخفاء انفعالك بي تكسوك خجلاً يمنحني الثقة ويدعوني جهارا لاغتيالك حباً..

    أحبني ..فأنا أستحق رجلاً هو لي كل الرجال وكل الرجال بنظري أنت..

    امنحني ثقتك ،روحك وأنت ..اسكنني ضلوعك ، كلماتك، حبر أقلامك، زهر بساتينك، لوحات عينيك حين يتهجد الصمت في بحرك الهاديء دوما بلا أمواج..

    اعشق طفولتي وبراءتي واحتياجي، غير بي ماشئت، دعني أغمض عينيّ في رقة ـ نسيتها ـ وأهمس بلا خوف " أنت..موتي"

    احجز لي مكاناً بصدرك الدافيء إلى أبد أتمنى أن يكون لك، ابكني أو حين الحب ابك معي..

    يؤلمني هدوءك الثائر ، نبضك المتعالي، عالمك البعيد كسماء تهوى التخلي عمن يعشقها ..

    تناديني برقمك المفضل

    " اثنان وعشرون"

    اثنان تحتضن اثنين أخرى تعشقها ، الأولى تخفي ولعها وتدللها والثانية تتفانى في تدفئتها ورعايتها بلا مقابل سوى رغبة محمومة في العطاء..

    أكفر بالحب أحيانا وكأن لا فرق بين الحب والكره وكأن عالمنا يحركنا نحو هدف يسجله في مرمى محبتنا سوانا ..

    ثم تعود لتلقبني بال"ساحرة"

    فأعود إلى ملة حبك يقطر الندم من أناملي فأنا رغم كل شيء ..

    القاهرة الباهرة الساحرة وأنا منــــــــــــــــــــــــــــــك

    أنا البريئة الرقيقة الجميلة وأنا لــــــــــــــــــــــــــــك

    أنا المحبة والوفية والبهية وأنا أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

  • كن صديقي

     wafaa نداء الوطن - وفاء نصر شهاب الدين

    وفاء نصر شهاب الدين

    بصماته التي تتراقص على أحزانهن تقتلني، أنفاسه الملوثة لعوالمهن تطغى على مخيلتي فتحمل إلي عبق خياناته..

    يبتسمن بوجع ..تلمس إحداهن يدي وتهمس برقة " أشعر بالذنب لأنني أخبرتك..ليتني لم أفعل.."ِ

     

    ليت للكلمات وقعاً آخر، جديداً ، يختلف عن معاني لطالما آلفناها، ليت للكذب معنى الصدق ، ليت للخيانة نكهة الإخلاص لتحولت حياتي إلى جنة!

    طريق عودتي يتطاول ..أكثر ..فأكثر، تقطعه إطارات السيارات نشدانا لوطن هو لهم الفردوس وأقطعه أنا ليس لرغبة مني في العودة إنما اختصارا لقصة ألم تتزايد كلما وضعت لها حدا، تبدأ كلما أنهيتها ، تتواصل كلما أنكرتها ..بالله متى تنتهي!

    صوت ناعم يهمس إلي "مدي يدك لي ..حرارة الجو تمنح فكري غيوما تبكيني ..لا تبكي.." يخجلني ضعفي أمحو دموعي ..أستمد منها كبر لك يكن أبدا رفيقي..."شجاعة دوما كما عهدتك ..أترين ذلك المبنى البعيد ؟ على أبوابه تخلصت كل العاشقات من ذنوب غرامهن ومنحت من غدر ذنباً أزلياً"

    ترتعش يدي معانقة مقود السيارة ، أخشى أن ينفلت مني فأطيع وساوسي المنطقية،  تصرخ بمخيلتي عيني صديقتي الأقرب، تتردد بذاكرتي المنتهكة نفس كلماتها" لقد غازلني مراراً ..حاول الايقاع بي ..من أجلك صفعت غروره ومن أجلي أسأت معاملته ..خشيت عليكِ فلم أخبرك ..الآن وقد انتهى كل شيء صار واجباً علي أن أدعك تنزعين عنك ذلك الأسود، كفي عن المبالغة في احترامه فلم يكن يستحق..لا تقولي أبداً ..كان حبيبي ومنعتنا الظروف قولي..كان خاطئاً..آثماً..خائناً..ألا تبا له!

    همسات أخرى تختلط بصوتها ..لا تخشي الألم..هي فقط صرخة واحدة ربما لن تكتمل..لا تخافي..دماء كثيرة ستخضب الدرب وتمنح التراب عبق الحياة لكن وجهك الصبوح سيحتفظ بجماله ..بحقيبة يدك إثباتا لهويتك..سيتعرفون عليك فوراً..كثيرا من البكاء سيغسل عنك الحزن ..تنفسي بعمق..أكثر..استرخي..اهدئي..رشفة ماء بارد لن تضير ..كوني حاسمة..أسرعي قليلاً..قليلاً ثم أسرعي جداً..اتركي عجلة القيادة ..أغمضي عينيكِ ..استحضري بذهنك ثوب عرس ..وصيفات جميلات يتشحن بالأبيض..ولى زمن الأسود يا جميلة ..دعيني أرى ابتسامتك للمرة الأخيرة..بارعة الحسن أنتِ.

    أغمضت عيني، تخليت عن المقود،استحضرت مشهد الجنة، سبحت بسمائي وفارقت رغبتي في الحياة و..استسلمت.

    ارتفعت نغمة هاتفي،استيقظت حواسي فجأة بعد خدر آسر..استردت عيني البصر ،صوتاً محبباً عانق سمعي"ماما تأخرتي ..هل أحضرتي ما طلبت؟

    أجبت:ــ نعم حبيبي..

    -تأخرت؟

    - لن يؤخرني عنك سوى موت..

    رد بجد:ــأي موت تقصدين؟ انت ماما وأمي لا تموت!

    عن أي موت أخبره وأنا التي أمعن في منحه يتما يدوم طوال حياته؟ أي موت سأختار إن كان هو حياتي؟كبحت جماح مخاوفي خيباتي وسيارتي، أمسكت بهاتفي انفجرت صارخة"أشرف..صديقي..أنا خائفة"

    دقائق أو ساعات أو حتى سنوات لا أدرى ، تكورت بمكاني إلى أن منحني منديلا لأمحو دموعي ،

    ربت على كتفي وهمس:ــ لم كل ذاك البكاء؟

    ــ لم يحبنِ قط..يتلاعب بكل من تحمل هرموناً للأنوثة!

    ــ ياللرجال!

    قلت:ــ أولست رجلاً؟

    ابتسم:ــ بلى لكنني صديقك..

    قلت:ــأحتاج انهياراً عادلاً لا تنتهي معه حياتي..أنشد أباً يدفئني، صدراً يحتضن ألمي..

    ــ هأنا معك...

    على كتفه أفرغت كل دموعي فأزهر حنانا غامراً وثقة لطالما فارقتني فهمست:ــ أرجوك..كن دوما صديقي.

  • لا تنم

    wafaa نداء الوطن - وفاء نصر شهاب الدين

    وفاء نصر شهاب الدين

    مصر

     

    "أكره الانتظار"..وتدعني أنتظر ..

    تتمطى الثواني في زحفها لتقتلني،يتواطأ الصمت من حولني ليصمني بوحدة لا يبددها سوى صوتك الهاديء..

    أبحث عما يشغلني عنك فلا أجد سواك ، أرتمي بين ذراعي ذكرياتك فتمدني بشوق زائد يبكيني أحياناً وأحياناً يضحكني..

    تنهاني عن البكاء وأي دموع تفي بمر غيابك؟ أي شوق يكفي لوعتي في انتظارك؟

    "نائم أنت"

    تبحث في حلم ما عني وأنا القريبة جداً ـ أتأمل ملامحك المستسلمة في وله ـ لا تحتاج للبحث عني.

    أخشى عليك خداع الأحلام، ابتسامة أخرى تتهيأ للقاءك في صمت غامر فتلفحني نظرتك إلى أخرى لم تسكن سوى طيات أحلامك..

    كيف لا تدري أنني أخشى عليك حوريات أحلامك؟

    "كيف تنام؟"

    وأنا المؤرقة خلف جدران العشق أنتظر منك لمسة تدفعني للحياة وأنت حياتي؟

    ألتمسك بين شفتي ،في حبات عقدي وبين جدائلي..

    "لا تنم"

    قم..

    لاستشعر بعينيك لون العالم..

    أفق

    لاستدعي حياة تفارقني في غيابك

    كن معي

    حتى أخمد حنينا يلازمني وأشعل بين شفتي ابتسامة.

    استيقظ حتى تشرق الشمس ويرتحل الليل ويغادر الخوف عالم البشرولأعيش بك في عالم الملائكة..

    اقتل سلطان النوم لأنصبك أميراً لعالم الصحو وملكاً على عرش عالمي..

    تناسى أنك بشر تخضع لسطوة الوسن وكن كما أريدك دوماً معي أرجوك ..لا تنم.

 

نداء الوطن