الطنطورة

  • الاعلام العبري يكشف النقاب عن مقبرة جماعية لفلسطينيين على شاطئ قيسارية...تفاصيل

    شاطئ قيسارية

     

    كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الجمعة، عن قبر جماعي، لفلسطينيين، قتلوا إبّان حرب 1948 على شاطئ مدينة قيسارية الشهير، في شمالي البلاد.

    وأشارت الصحيفة إلى حدوث عمليات “قتل جماعي للعرب حدث بعد استسلام قرية الطنطورة”، عام 1948.

    وذكرت “هآرتس” أن فيلما وثائقيا للمخرج ألون شوارتز، بعنوان “الطنطورة” سيُعرض الأسبوع القادم عبر الإنترنت، ويتضمن شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في المجزرة.


    وبحسب الصحيفة فقد تم دفن نحو 200 فلسطيني، بعد إعدامهم في قبر جماعي يقع حاليا تحت ساحة انتظار سيارات “شاطئ دور”.

    وكان مؤرخون فلسطينيون قد وثقوا مجزرة الطنطورة التي وقعت في ليلة 22-23 مايو/أيار 1948.

    وتابعت، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل شهادات عن جنود إسرائيليين تواجدوا خلال المجزرة، فضلا عن أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن موقع القبر الجماعي.

    وأشارت صحيفة هآرتس، إلى أن الضجة حول حقيقة ما جرى في قرية الطنطورة، بدأت قبل 22 عامًا، في أعقاب أطروحة ماجستير كتبها طالب دراسات عليا إسرائيلي يُدعى ثيودور كاتس، وتضمنت شهادات حول الفظائع التي ارتكبها لواء الإسكندروني (الهاغاناه) ضد أسرى الحرب العرب.


    وأوضحت أن الطالب كاتس، صاحب الأطروحة تراجع عن روايته بعد أن رفع جنود سابقون في “الهاغاناه” دعوى تشهير ضده.

    واستدركت الصحيفة: “الآن، في سن التسعين وما فوق، اعترف عدد من الجنود السابقين من لواء الجيش الإسرائيلي، بأن مذبحة قد حدثت بالفعل في عام 1948 في قرية الطنطورة”.

    وتأتي شهادات الجنود في الفيلم الوثائقي “الطنطورة” الذي أخرجه شوارتز، وسيعرض قريبا، بحسب هآرتس.وقالت الصحيفة: “يصف الجنود السابقون مشاهد مختلفة بطرق مختلفة، ولا يمكن تحديد عدد القرويين الفلسطينيين الذين قتلوا رميا بالرصاص، وتتراوح الأعداد الناتجة عن الشهادات من حفنة قُتلوا، إلى العشرات”.

    وأضافت: “بحسب إحدى الشهادات التي أدلى بها أحد سكان زخرون يعقوب (مدينة في شمالي إسرائيل) والذي ساعد في دفن الضحايا، فإن عدد القتلى تجاوز 200”.

    وقال موشيه ديامنت، أحد الجنود السابقين: “قُتل القرويون برصاص (متوحش) باستخدام مدفع رشاش، في نهاية المعركة”.

    وحول دعوى التشهير التي رُفعت ضد الطالب كاتس، قال: “لقد كتموا الأمر، (قالوا) يجب عدم الحديث عمّا جرى، فقد يتسبب في فضيحة كاملة”. حسب الصحيفة.


    أما حاييم ليفين، أحد الجنود السابقين، فقال إن “أحد أفراد الوحدة ذهب إلى مجموعة من 15 أو 20 أسير حرب وقتلهم جميعًا”.

    وبدوره، فقد أشار ميكا فيكون، وهو جندي سابق آخر، إلى أن “ضابطا أصبح في السنوات اللاحقة رجلاً كبيراً في وزارة الدفاع، قتل بمسدسه عربيا تلو الآخر”.

    ومن جهته، قال جندي سابق آخر، لم تسمه الصحيفة: “ليس من الجيد قول هذا. لقد وضعوهم في برميل وأطلقوا عليهم النار في البرميل. أتذكر الدم في البرميل”، وأضاف: ببساطة لم يتصرفوا مثل البشر في القرية”.

    الفيلم الوثائقي “الطنطورة”

    وحول الفيلم الوثائقي “الطنطورة”، الذي يتضمن هذه الشهادات السابقة، أشارت “هآرتس” إلى أنه سيعرض مرتين الأسبوع القادم، عبر الإنترنت كجزء من مهرجان “سوندانس فيلم” في ولاية يوتا الأمريكية”.

    ووصفت هآرتس الفيلم للمخرج ألون شوارتز بأنه “مشروع توثيق مثير للإعجاب”.

    وتابعت: “على الرغم من أن شهادات الجنود في الفيلم تم الإدلاء بها في جمل مكسورة، في أجزاء من الاعترافات، فإن الصورة العامة واضحة: جنود في لواء الإسكندروني ذبحوا رجالًا غير مسلحين بعد انتهاء المعركة”.

    تحديد مكان القبر الجماعي

    وتشير الشهادات والوثائق التي جمعها شوارتز لفيلمه إلى أنه بعد المذبحة تم دفن الضحايا في مقبرة جماعية، وهي الآن تحت “ساحة انتظار سيارات شاطئ دور” ،بحسب هآرتس.

    وقالت: “تم حفر القبر خصيصا لهذا الغرض، واستمر الدفن لأكثر من أسبوع”.


    وأضافت: “في نهاية مايو 1948، بعد أسبوع من احتلال القرية، وبعد أسبوعين من إعلان الدولة (إسرائيل)، تم توبيخ أحد القادة الذين تم تعيينهم في الموقع لأنه لم يتعامل بشكل صحيح مع دفن جثث العرب”.

    وتابعت، مستندة الى نص رسالة قصيرة: “في 9 يونيو/حزيران، أفاد قائد القاعدة المجاورة: “بالأمس قمت بفحص المقبرة الجماعية في مقبرة الطنطورة. وجدت كل شيء في محله”.

    ولفتت الصحيفة الى أنه “بالإضافة إلى الشهادات والوثائق، يعرض الفيلم استخلاص الخبراء الذين قارنوا الصور الجوية للقرية ما قبل، وبعد غزوها”.

    وقالت: “مقارنة الصور، واستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد باستخدام أدوات جديدة، يجعل من الممكن ليس فقط تحديد الموقع الدقيق للقبر ولكن أيضًا لتقدير أبعاده: 35 مترًا طولًا، وعرضًا 4 أمتار.

    وقال كاتس في الفيلم: “لقد اهتموا بإخفاء القبر الجماعي، بطريقة تجعل الأجيال القادمة تسير هناك دون أن تعرف ما الذي تخطو عليه”.

    وأضافت الصحيفة: “لن يتم التحقيق في الأحداث المروعة التي وقعت في الطنطورة بالكامل، ولن تُعرف الحقيقة الكاملة”.

    وتابعت: “ومع ذلك، هناك شيء واحد يمكن تأكيده بقدر كبير من اليقين: تحت ساحة انتظار أحد أكثر مواقع المنتجعات الإسرائيلية المحبوبة والمألوفة على البحر المتوسط، توجد رفات ضحايا إحدى المذابح الصارخة في حرب الاستقلال”.

    ويقول فلسطينيون، إن المجموعات اليهودية المسلحة نفذت العديد من المجازر بالقرى الفلسطينية خلال حرب 1948 لإجبار سكانها على الرحيل.

    ويطلق الفلسطينيون على هذه الأحداث اسم “النكبة” التي أدت الى تشريد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم.

    من جهته، قال مركز الإحصاء الفلسطيني في تقرير نشره في شهر مايو الماضي: “شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه”.

    وأضاف: “تم تشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية”.

    وتابع مركز الإحصاء الفلسطيني: “سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني”.

  • هكذا ذُبحت "الطنطورة" ..

    هكذا ذُبحت "الطنطورة" ..

     

    حيفا 24-1-2022 وفا- يامن نوباني

    74 عاما مرت على مذبحة قرية الطنطورة (24 كم جنوب حيفا) والتي راح ضحيتها ما يقارب الـ230 شهيداً، أولئك الذين عادوا هذا الأسبوع، بعد أن كشف فيلم وثائقي "اسرائيلي" عن قبر جماعي تحت موقف مركبات في منتجع "شاطئ دور" المقام على أنقاض "الطنطورة" المهجّرة.

    بعضهم استشهد بعد أسره بعد إطلاق النار عليه بواسطة مدفع رشاش كان بحوزة جندي أفرغ 250 طلقة في أجساد عزل، فيما استشهد آخرون بعد حشرهم في براميل من الحديد وإطلاق النار عليها، ليسيل دمهم من الثقوب، فيما أخرج ضابط مسدسه وقتل من جاء أمامه واحد تلو الآخر.

    المؤرخ الإسرائيلي ادام راز، في تقرير نشره ملحق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الذي صدر، قبل يومين تحت عنوان: "عندما بلغوا سن التسعين..جنود لواء الكسندروني قرروا الاعتراف: في عام 1948 نفذ الجيش الاسرائيلي مذبحة في الطنطورة.

    ليلة 22 أيار، ونهار 23 أيار 1948، احتلت عصابات "الهاغاناة" الإرهابية الصهيونية "الطنطورة" وأجبرت العشرات منهم على حفر خنادق، قبل أن تطلق النيران عليهم، وتدفنهم في تلك الخنادق، وفي مقابر جماعية.

    قبل ذلك التاريخ، اشتهرت الطنطورة بمحطة سكة القطار الساحلية، واشتهر أهاليها بصيد السمك، وما تبقى منها اليوم، مقام المجيرمي، وبيت "آل اليحيى"، ومدرسة بنيت أوائل الأربعينيات، حيث قامت الكتيبة 33 من لواء الكسندروني بإقامة نصب تذكاري فوق رابية المدرسة المستخدمة اليوم كمحطة لأبحاث الصيد التابعة لوزارة زراعة الاحتلال.

    تميز موقع الطنطورة باعتباره ممرا إلى حيفا، وبعض المراكز الأخرى، كون جزء من أراضيها يصلها بالطريق الساحلي السريع، ووجود محطة قطار للخط الساحلي، وأقيم على أرضها كيبوتس "نحشوليم" 1948، ومستوطنة "موشاف دور" 1949، وتم تجريف المقبرة الجماعية، وبُنيت فوقها مواقف للسيارات.

    يحد الطنطورة من الغرب البحر المتوسط، ومن الشرق بلدة الفريديس، ومن الجنوب قرية كبارة المهجرة، وعرب الغوارنة - جسر الزرقاء، ومن الشمال يحدها قرية عين غزال المهجرة وقرية كفر لام الساحلية المهجرة.

    تبلغ مساحة أراضي الطنطورة 14520 دونما، وقدر عدد سكانها سنة 1929 حوالي 750 نسمة، وفي عام 1945 حوالي 1490 نسمة، قبل أن تقوم المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1728 نسمة.

    الطنطورة.. تفاصيل من حياة مهجرة

    يسرد كتاب "الطنطورة" تفاصيل دقيقة للطنطورة وأهلها وحياتهم قبل التهجير، مهتما بأعمالهم وأسمائهم، وحرفهم، فيروي أن أصحاب قوارب الصيد في الطنطورة كانوا: داوود السمرة، محمد علي الشيخ حسن، كامل المصري، آل الدسوقي.. التحق العديد من أهالي الطنطورة في سورية بالعمل السياسي، وبالنضال الفلسطيني منذ البدايات وأصبحوا ضباطا وأعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني، وكان أبرزهم في تلك المراحل: محمد عبد العال، داوود أبو شكر، حلمي الهندي، حسين العشماوي، عبد الرزاق اليحيى، طلال الدسوقي، سليم العشماوي، مازن العشماوي، فهمي البدوي، ابراهيم الزراع، فهمي الهندي، جودت الهندي.

    كان ميناء الطنطورة نشطا في مجال تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية خاصة البطيخ، وكان بطيخها مشهور ويسمى "السهيلة" ويصدر الى لبنان ومصر ودول مختلفة. وكان الأهالي ينصبون العرش على الشاطئ في أيام الصيف ويستخدمونها كمقاهٍ واستراحات، وكانت العرش تصنع من نبات الحلفا العريض الذي كان ينبت على جداول المياه في القرية، كنبع الدلفة وتفرعاته، وكان آل اليتيم هم المختصون في حصر الحلفا وحصر السمار، وهو نبات تخرج منه عيدان خضراء رفيعة وطرية، تجفف في الشمس وتجدل لتصبح حصيرة.

    لم تكن الأعمال الصناعية منتشرة في القرية ما عدا صناعة الحصر والأواني القشية والخشبية اللازمة لنقل المنتوجات الزراعية، وصناعة الأحذية، وكان آل العيق هم المختصون في صناعتها، اضافة لصناعتهم عدة الحراثين.

    بائعون متجولون في الطنطورة

    كان في الطنطورة عدد من الباعة المتجولين الذين يبيعون السمك والخضار والبيض والحمام على دواب يطوفون بها القرى المجاورة، منهم: مصطفى البيروني، محمد ابو الحسن، سعيد سلام، العبد أبو صلاح، ذيب الخطيب.

    وعرفت الطنطورة بقلة أشجارها نظرا لاتجاه الأهالي إلى زراعة الحبوب المختلفة، لكنها كانت تزرع وبشكل محدود: التين والصبر والرمان والبلح والتوت والليمون. في بدايات الأربعينات، تم وضع ماتور وتمديد أنابيب لضخ المياه من بئر الشفا الذي كانت النساء تنقل المياه منه على رؤوسهن، إلى بيوت الطنطورة.

    كانت الطنطورة تطحن قمحها على بابور لآل اليحيى، ثم انتقلوا إلى بابورين لعقاب اليحيى ولأحمد اليحيى حتى النكبة.

    ويختم الكتاب بأن تربية الدجاج في الطنطورة كانت من لوازم بيوت الطنطورة الرئيسية، لتأمين البيض واللحم للعائلة، ولم يكن ذبح المواشي منتظما في القرية إلى أن امتهنه موسى العموري. كانت الاكلة المشهورة للطنطورة هي المحمر (المسخن) وطبق السمك المقلي الذي لا غنى عنه لكل ضيف.

    بيت ال اليحيى، الوحيد المتبقي منذ هجرت وهدمت الطنطورة، يبحر بزائرها، إلى زمن الصيادين وشباكهم، إلى مناداة الناس على بضاعتهم وأسماكهم وبطيخهم ومحاصيلهم الزراعية، إلى صوت القطار المار بمحاذاتها، إلى مياه البحر وأمواجه التي كانت تعلو لترطم بجدران المنازل القريبة، وفي الشتاء تفيض أحيانا لتمشي بين البيوت.. إلى يهودي أطلق عليه لقب "موسى الطنطوري" بنى بيتاً على أطرافها، واستصلح ارضاً لزراعتها، محاولاً جذب المزيد من اليهود إليها قبل النكبة، واقامة علاقات "ودية" مع أهلها، فلم يلتفت إليه أحد، ووجد نفسه وحيداً في قرية عربية فلسطينية بأكملها، ما دفعه لمغادرتها، وترك ما بناه وزرعه.

     

 

نداء الوطن