أريحا

  • أريحا

     

    مدينة عربية في قضاء القدس تقع على مسافة 37 كم شرقي الشمال الشرقي لمدينة القدس*. كانت مركز ناحية في أواخر العهد العثماني، ثم أصبحت مركز قضاء في عهد الانتداب البريطاني حتى عام 1944 عندما عدلت التقسيمات الإدارية، وألحقت أريحا بقضاء القدس ( رَ: الإدارة). وبعد عام 1948 عادت أريحا مركزاً لقضاء يحمل اسمها داخل الضفة الغربية للأردن. وفي عام 1967 تعرضت للاحتلال الإسرائيلي.

     

     

    أ‌- الوضع الطبيعي لأريحا:

     

    1) الموقع الجغرافي: تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن* الغربي، أو ما يعرف محلياً بغور أريحا. وهي أقرب إلى الحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي منها إلى نهر الأردن. بل جعلها موقعها قرب خط الانقطاع بين البيئة الجبلية في الغرب والبيئة الغورية في الشرق نقطة عبور هامة، منذ القدم، للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس، وشرقاً نحو عمان. وكانت المعبر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت* يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت. من جهة أخرى كانت أريحا بوابة شرقية لفلسطين عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور.

     

     

    ترتبط أريحا حالياً مع غور الأردن ومع الضفتين الشرقية والغربية بشبكة طرق معبدة. فهي محطة على طريق طولية تسير بمحاذاة الحافة الغربية لوادي الأردن من بحيرة طبرية* شمالاً حتى البحر الميت وتسير بعذ ذلك إلى خليج العقبة* جنوباً بطرق بعيدة عن الغور. وتتصل أريحا بطريق القدس – عمان الرئيسة، وبالطريق الطولية للغور الشرقي. وبذلك يمكنها الاتصال بالجفتلك شمالاً (37 كم) ومن ثم بنابلس* شمالاً بغرب (72كم). ويمكنها الاتصال بالبحر الميت أيضاً (14 كم)، وبجسر الملك حسين على نهر الأردن (8كم)، وبالمغطس (10 كم)، وبالشونة الجنوبية (17كم).


     

    لموقع أريحا أهمية اقتصادية كبيرة لأن المدينة قابعة في قلب واحة زراعية خصبة تزود المناطق المجاورة لها بالمنتجات الزراعية كالحمضيات* والموز*، ويؤمها كثير من السياح لمشاهدة الآثار التاريخية والأديرة حولها. وينتهز بعضهم فرصة زيارتهم للبحر الميت ونهر الأردن فيعرجون على أريحا لقضاء بعض الوقت مستمتعين بدفئها في الشتاء وبجمال المناظر الطبيعية حولها.

     

     

    ولموقع أريحا بعد عسكري، فهي بوابة طبيعية تشرف على الطرق المؤدية إلى الأغوار والمرتفعات الجبلية. وقد استفادت (إسرائيل) من المزايا العسكرية لهذا الموقع فحرصت على احتلالها في حرب 1967* قبل غيرها من مدن الضفة الغربية للأردن، وذلك بالالتفاف حول الضفة الغربية لاحتلال محور طوباس – أريحا، وعزل الضفة الغربية عن الضفة الشرقية.


     

    2) طبيعة الأرض: تقوم أريحا اليوم على هضبة منبسطة هي أحد المدرجات البحرية القديمة التي نشأت بعد انحسار وجفاف البحيرة الأردنية القديمة. وهي في موقعها هذا تشبه موقع مدينة بيسان* في الغور الشمالي. وتنخفض أريحا نحو 276م عن سطح البحر، وبالرغم من ذلك فإن مستوى أرض المدينة أكثر ارتفاعاً من مستويات الأراضي الممتدة إلى الشرق منها نحو نهر الأردن والبحر الميت. ولهذا الارتفاع النسبي للمدينة مزايا كثيرة أهمها الإشراف على الأرض الغورية الممتدة إلى الشرق، وحماية المدينة من أخطار الفيضانات، وتلطيف ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن الانخفاض.

     

     

    تتأثر مدينة أريحا بموقعها في غور الأردن، فهي قائمة قرب حافة الغور حيث يتقاطع صدع عرضي وادي الأردن الطولي، الأمر الذي يجعل غير مستقرة تتعرض لحدوث الزلازل* والهزات الأرضية. وتوجد بالقرب من المدينة ينابيع مائية صدعية (انكسارية) الأصل تساهم في تزويد المنطقة بمياه الشري والري. وتتوافر أيضاً مياه الآبار التي أمكن الحصول عليها من الخزانات المائية الجوفية القريبة من سطح أرض المخاريط (المراوح) الفيضية. وتتكون المادة الأصلية لترب منطقة أريحا من إرسابات مارن اللسان البحيرية القديمة. لكن معظم الترب حول أريحا تنتمي إلى التربة الطمية المنقولة بمياه وسيول الأودية الهابطة من المرتفعات الجبلية إلى أرض غور أريحا لتغطي كثيراً من تربة مارن اللسان البيضاء. واذا استثنيت التربة البيضاء غير الصالحة للزراعة فإن التربة الطمية تصلح لزراعة الحمضيات والموز وأنواع الخضر المختلفة حيثما تتوافر مياه الري (رَ: التربة) .


    3) المناخ والمياه: ينتمي مناخ أريحا ومنطقتها إلى المناخ المداري الصحراوي، فمستوى الأرض ينخفض أكثر من 250م دون سطح البحر، ودرجة الإشعاع الشمسي ترتفع إلى حد كبير في معظم شهور السنة. وينتج عن ذلك ارتفاع متوسط درجة الحرارة السنوي إلى 23.5، وارتفاع قيم البخر والنتح عن كميات الأمطار. ويبلغ متوسط كمية الأمطار السنوية الهاطلة على أريحا نحو 150 مم، وهي كمية لا تسمح وحدها بنمو المحاصيل الزراعية نمواً طبيعياً. وتواجه الموازنة المائية عجزاً ملموساً في منطقة أريحا، مما يجعل الاعتماد على مياه الأمطار أمراً مستحيلاً، ويحتم على السكان اللجوء إلى مصادر أخرى غير المطر لتوفير المياه. وأهم مصادر المياه في منطقة أريحا المياه الجوفية المستمدة من الينابيع المائية والآبار. وقد حفرت في ربع القرن الماضي مئات الآبار في المنطقة، ويستغل معظمها في ري بساتين الحمضيات ومزارع الموز والخضر.

     

     

    وقلما يحدث الصقيع أو تسقط الثلوج في منطقة أريحا، لذلك تعد أريحا من أكثر أماكن فلسطين المفضلة للتشتية، إذ يؤمها كثير من سكان القدس لقضاء بعض أيام الشتاء فيها بالإضافة إلى السياح القادمين إليها من الخارج. ويؤثر الدفء في المحاصيل الزراعية، ولا سيما الخضر الشتوية التي تنضج في فترة مبكرة، وتعرض في الأسواق المحلية أو تصدر إلى الخارج قبل موعد نزول محاصيل المناطق الجبلية. وتتحول هذه المزايا مساوىء في فصل الصيف الحار حين ترفع الأنسمة البحرية القادمة من البحر المتوسط والهابطة من المرتفعات الجبلية نحو أريحا درجة الحرارة ونسبة الأتربة في الجو، ولا سيما بعد الظهر، كذلك تنخفض نسبة الرطوبة في الجو فيصل معدلها إلى أقل من 40% خلال الصيف.

     

     

    ب – النشأة والنمو: أريحا مدينة كنعانية قديمة يعدها الخبراء الأثريون أقدم مدن فلسطين، ويرجعون تاريخها إلى العصر الحجري، أي إلى ما قبل سبعة آلاف عام (رَ: العصور القديمة)، وهذا ما حمل بعضهم على القول أنها أقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم. شخص الخبراء موقع أطلالها في تل السلطان الذي يقع على بعد نحو كيلومترين شمالي المدينة الحالية بجوار نبع عين السلطان. ومعنى “يريحو” في الكنعانية القمر، مما يدل على أن عبادة القمر كانت منتشرة هناك. وقد تعني الكلمة مكان الروائح العطرية. اتخذها الهكسوس قاعدة لهم بين سنة 1750 و1600 ق.م. وقد ورد ذكرها في التوراة* باسم “أريحة”. وهي أول مدينة كنعانية هوجمت من قبل بني إسرائيل، إذ تمكن قائدهم يوشع بن نون وجنده في سنة 1186 ق.م. من الاستيلاء على أريحا وأحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها. وفي عصر القضاة (1170 – 1030 ق.م.) أخرج عجلون ملك المؤابين اليهود من أريحا واتخذها عاصمة له. وقد جدد هيرودس الكبير أريحا ووسعها وزينها بمختلف المنشآت، فامتدت المدينة فوق ما يعرف اليوم بتلال أبي العليق قرب عين السلطان. ومن منشآت أريحا في عهد هيرودس القصور والجنائن والميادين والقنوات والبرك . وفي جنوب أريحا أنشأ هيرودس القلاع الحصينة لحماية المدينة والدفاع عنها . وبالرغم من ذلك خربت أريحا فيما بعد ، ولم يبق منها سوى الأنقاض الأثرية التي تدل عليها.


     

    ويرجع الفضل إلى الرومان في إعادة بناء أريحا على وادي القلط حيث هي اليوم. وفي عهد قسطنطين الكبير* (306 – 327م) انتشرت المسيحية* في أريحا وأقيمت في ضواحيها الأديرة والكنائس*. وفي عام 325م كانت أريحا مركزاً لاسقفية. وفي عهد البيزنطيين ازدهرت أريحا وتقدمت حتى دخلت في حكم العرب الذين فتحوا فلسطين في القرن السابع الميلادي وأتبعوا أريحا للرملة* في جند فلسطين.

     

     

    كانت أريحا في صدر الإسلام أهم مدينة زراعية في غور الأردن، وقد أحيطت بمزارع النخيل والموز وقصب السكر والنيل والريحات والحنّة والبلسم. وسكنها قوم من قيس وجماعة من قريش. وصفها ياقوت الحموي فقال: “إنها ذات نخل وموز وسكر كثير له فضل على سائر سكر الغور، وهي مدينة الجبّارين”.

     

    وفي القرن الثامن عشر قلّ شأن أريحا ولم تكن سوى قرية صغيرة فقيرة وفقاً لما ذكره الرحالة الفرنسي فولني في رحلته إلى الشام ومصر. وقد اشتهرت تلك القرية بزراعة أشجار الرقوم وإنتاج زيته. وظلت أريحا قرية متواضعة طوال القرن التاسع عشر إلى أن نزلها في مطلع القرن العشرين جماعة من سكان القدس للإقامة فيها أثناء فصل الشتاء. وأنشأ هؤلاء المهاجرون الجدد المباني السكنية ومزارع الموز حولها. اكتشفت في أريحا آثار هامة منها أسوار أريحا القديمة التي خربت سنة 1400 ق.م. أو 1350 ق.م.، واكتشف أيضاً في تلول العليق قصر هيرودس الكبير الذي يظهر واضحاً من جبل التجربة، ووجد المنقبون آثار بيوت مترفة.


    أخذت أريحا تزدهر تدريجياً في عهد الانتداب البريطاني. وكان يشرف على تطوير المدينة مجلس محلي باشر أعماله بفتح الشوارع الجديدة، وإعطاء رخص المباني وتنظيمها، والإشراف على توزيع المياه على المزارعين. وتحولت أريحا من ناحية إلى مركز قضاء، وأثر هذا التحول في نمو المدينة وزيادة عمرانها.

     

    زاد عدد سكان أريحا تدريجياً خلال النصف الأول من القرن العشرين. وارتفع عددهم من 300 نسمة عام 1912 إلى 1.039 نسمة عام 1922، وإلى 1.693 عام 1931. ووصل عددهم إلى 3.010 نسمات عام 1945. وقد واكب هذه الزيادة السكانية تنمو عمراني ملحوظ، إذ ارتفع عدد بيوت أريحا من 347 بيتاً عام 1931 إلى أكثر من 500 بيت عام 1945.

     

     

    امتدت أريحا على رقعة من الأرض مساحتها 38 دونماً حتى عام 1945. ومعظم بيوتها من الآجر الطيني وهي مسقوفة بالتراب الممزوج بالتين والمرصوص فوق قضيان من القصب أو الخشب. وهذا النوع من المباني يخفف من حدة القيظ ويرطب جوّ البيت. وقد أخذ بعض الأهالي في أواخر عهد الانتداب يشيدون بيوتاً مبنية من الحجر والاسمنت محاطة بالحدائق المليئة بالأشجار لتنقية الهواء وتخفيف حدة القيظ بما تلقيه من ظلالها على المساكن.

     

     

    شهدت أريحا بعد عام 1948 تحولاً كبيراً في حياتها، إذ تدفق عليها آلاف اللاجئين للإقامة فيها أو بجوارها داخل مخيمات عين السلطان وعقبة جبر، وقد بلغ عدد سكان مدينة أريحا وحدها عام 1961 نحو 10.166 نسمة. وزاد عدد سكانها في أواخر السبعينات على 15.000 نسمة. وتوسعت المدينة في مساحتها نتيجة لزيادة حركة البناء التي صاحبت زيادة عدد السكان، إذ وصل مجموع بيوتها وفقاً لتعداد عام 1961 إلى نحو 2.106 بيوت. ولا ريب أن العدد قد تضاعف منذ ذلك الوقت حتى الآن. وتضاعفت وازدات ونفقات بلدية أريحا أيضاً، ووصلت حصيلة الواردات في عام 1965 إلى نحو 58.000 دينار، والنفقات إلى 61.800 دينار. ويمكن القول أن مدينة أريحا التحمت خلال نموّها العمراني بمخيم عين السلطان. وشيدت بعض المباني السكنية وسط المزارع والبساتين المحيطة بالمدينة.

     

    ج- التركيب الوظيفي لأريحا: وظائف أريحا متعددة منذ القديم حتى اليوم. وتختلف الأهمية النسبية لكل وظيفة حسب الظروف التي كانت تمر بها المدينة عبر مراحل تطور نموها. وتأتي على رأس وظائف المدينة:

     

    الوظيفة الزراعية: عرفت أريحا منذ القديم بغزارة مياهها وخصب تربتها، إذ نشأت المدينة في قلب واحة جميلة تكثر فيها الأشجار. وقد حافظت أريحا تقريباً على شهرتها الزراعية منذ صدر الإسلام حتى اليوم. وتؤكد منتجاتها الزراعية مدى أهميتها بالنسبة إلى الأسواق المحلية والخارجية.

    بلغت مساحة الأراضي التابعة لأريحا نحو 37.481 دونماً، منها 1.060 دونماً للطرق والأودية. ويستخدم جزء هام من أراضي أريحا في الزراعة المروية الكثيفة التي تعتمد أساساً على مياه الينابيع والآبار. وأهم مزروعات منطقة أريحا الخضر بأنواعها المختلفة. وتنتج أريحا أصناف الحبوب المختلفة كالقمح* والشعير والبذرة والسمسم. وتزرع فيها الأشجار المثمرة كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الصناعية كالتبغ. كذلك تزرع حولها أشجار الحراج للوقاية.

     

     

    وقد توسعت المساحات المخصصة لزراعة الحمضيات في السنوات الأخيرة معتمدة على مياه الآبار، فأصبح البرتقال أريحا شهرة محلية وعالمية مثل الشهرة التي حصل عليها موزها.

     

    يصدر الفائض من الخضر والفواكه إلى أسواق الضفتين الشرقية والغربية، بالإضافة إلى أسواق منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية. ويعد مشروع موسى العلمي بالقرب من أريحا نموذجاً ناجحاً للزراعة المروية وتربية المواشي. وقد نجحت بعض المزارع الخاصة في تربية الأبقار إلى جانب المحاصيل الزراعية.

     

    الوظيفة السياحية: يؤم أريحا عدد كبير من السياح سنوياً، ولا سيما في فصل الشتاء، لزيارة الأماكن الأثرية والدينية حول المدينة من جهة، وللاستمتاع بدفء الشتاء في ظل المناظر الطبيعية الجميلة والأشجار الغناء من جهة أخرى. وأهم الأماكن التي يزورها السياح في منطقة أريحا البحر الميت، والمغطس، وقصر هشام بن عبد الملك، وقصر حجلة، ودير قرنطل، ودير القديس يوحنا المعمدان، وبيت جبر التحتاني، وبيت جبر الفوقاني، وعين السلطان. وقد أقيمت الاستراحات السياحية وسط الأشجار الباسقة لاستقبال السياح الداخلين الذين يقضون هناك نهاية الأسبوع، وبنيت الفنادق لإيواء السياح الأجانب.

    الوظيفة التجارية: أريحا مركز تجاري يستقبل بالإضافة إلى السياح أعداداً من سكان القرى والمخيمات المجاورة، ويرتاده البدو والمقيمون في المنطقة. وتتركز السوق وسط المدينة حيث توجد المحلات التجارية والشركات والأسواق. وفي المدينة سوق مركزية للخضر والفواكه تجمع فيها هذه المحاصيل تمهيداً لتصديرها.

    الوظيفة الصناعية: عرفت أريحا الصناعية منذ القدم، مثل صناعة السكر من القصب، وتصنيع التمر من البلح، والنيل من الوسمة، والزيت من الزقوم، والآجر من الطين، والحصير من القصب. ويقوم حالياً في ضواحي المدينة مصنعان للنسيج، إحداهما في مخيم عين السلطان والثاني في مخيم عقبة جبر. وتوجد في أريحا صناعات المياه الغازية والشراب، وتخمير الموت، وتشميع الحمضيات، والكراسي، اوالمفروشات، والكبريت.

    الوظيفة التعليمية: كان في أريحا عام 1942/ 1943 مدرستان إبتدائيتان، واحدة للبنبن وثانية للبنات. وفي عام 1966/ 1967 بلغ عدد مدارس أريحا 25 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم ولوكالة الغوث ولمؤسسات أهلية. وتشتمل هذه المدارس على مختلف مراحل التعليم العام الإبتدائي والإعدادي والثانوي. وقد ظهر أثر النهضة التعليمية التي شهدتها أريحا في السنوات الأخيرة في المستويات الثقافية للأهالي، وانتشر الوعي بينهم، وتقدمت المدينة بفضل نشاط سكانها وتعلمهم.

    الوظيفة الإدارية: ارتفعت أريحا من قرية إلى مركز ناحية عام 1908م، وضمت آنذاك ست قبائل وعشرين قرية. وفي عهد الانتداب البريطاني أصبحت أريحا مركزاً لقضاء يحمل إسمها، وبقيت كذلك حتى عام 1944 عندما ألغت سلطة الانتداب قضاء أريحا وألحقته بقضاء القدس. كانت مساحة قضاء أريحا في عام 1943 نحو 341كم2 وعدد سكانه نحو 4.600 نسمة، وكانت قرى العوجاء وديوك النبي موسى والنويعمة تتبع أريحا، فضلاً عن القبائل البدوية المتجولة والمستقرة.

     

     

    وبعد عام 1948 عادت أريحا مركزاً لقضاء ضم في عام 1965 نحو 75.000 نسمة معظمهم من اللاجئين. وقد ظلت مركزاً لهذا القضاء بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

     

     

    زادت أهمية أريحا بعد إتفاقية أوسلو في عام 1993، والبدء بتنفيذ مشروع غزة أريحا أولاً. وأريحا اليوم إحدى محافظات الضفة الغربية والتي تدخل ضمن مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. وتضم محافظة أريحا أربعة عشر تجمعاً سكانياً. وبموجب الإحصاء الذي أجرته السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1997م بلغ عدد سكان مدينة أريحا 14.674 نسمة، وبلغ مجموع سكان المحافظة 31.412 نسمة.

     

 

نداء الوطن