الاعلامي سري القدوة يكتب : إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية

إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية

بقلم : سري القدوة

الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025.

 

الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني وهو مؤمن بحقوقه التاريخية ومتمسك بكل ثوابته الوطنية ويمارس صموده وتمسكه بأرضه متصديا لكل ممارسات الاحتلال وإشكاله الجديدة وعنصريته وأدواته القمعية الإرهابية وجرائمه وعدوانه المستمر للنيل من الأرض والإنسان الفلسطيني، ومهما تواصلت إجراءات الاحتلال فالشعب الفلسطيني يؤمن بعدالة قضيته وبحقوقه ويقف في كل الميادين مستعدا للتضحية والفداء لأنه حمل الأمانة وهو يتوارثها جيلا بعد جيل وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن .

 

إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية يعد الهدف الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وأنه لا بديل عن تحقيق هدف الاستقلال وأن مسيرة النضال والهدف التحررى ستبقى حتى تحقيق الأهداف الوطنية مهما بلغت الصعوبات واشتدت المؤامرات خطورة حيث ستشهد المرحلة القادمة الاستهداف المباشر للشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وهذا الأمر يتطلب العمل على بناء المجتمع الفلسطيني الذي تسوده الشراكة الوطنية والعلاقات الديمقراطية واستعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية وتجسيد وبناء المؤسسات القادرة على التصدي لمؤامرات الاحتلال وأعوانه .

 

وما من شك بان إعلان دولة فلسطين جاء نتيجة حتمية لحجم لتضحيات ونضالات شعبنا وكان ثمرة من ثمار النضال الوطني والانتفاضة الفلسطينية التي عبرت عن قوة الحضارة الفلسطينية وقدمت للعالم اجمع صورة مشرفة عن الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه ويعمل من اجل تحرير وطنه وجاء إعلان الاستقلال كخطوة سياسية هامة حيث عبر فيها الشعب الفلسطيني عن إرادته السياسية وحقه في تقرير مصيره والحفاظ على حقوقه الوطنية الثابتة والتأكيد على خيار مواصلة العمل السياسي والحراك الشعبي وتوسيع دائرة الدعم الدولي من اجل أحداث تغيير نوعي في ميزان القوى لصالح قضيتنا الوطنية والاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين كامل العضوية .

 

تشكل ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين مناسبة وطنية راسخة تعيد التأكيد على شرعية الحقوق الفلسطينية، وعلى عدالة القضية التاريخية لشعبنا، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ويقف الشعب الفلسطيني في هذه الذكرى وقفة اعتزاز وإصرار، مستحضرا اللحظة التاريخية التي أعلن فيها القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين عام 1988 من أرض الجزائر الشقيقة، ليحمل إلى العالم صوت شعب يناضل منذ عقود طويلة من أجل حريته وكرامته وحقه الطبيعي في الحياة .

 

إعلان الاستقلال شكل نقطة تحول مفصلية في مسار قضيتنا الوطنية، ورسخ حضور دولة فلسطين سياسيا ودبلوماسيا على الساحة الدولية، وفتح آفاقا جديدة للعمل السياسي والقانوني في مواجهة الاحتلال وإجراءاته، وان الشعب الفلسطيني ما يزال ثابتا على نهج حماية الحقوق الوطنية، ومواجهة جميع محاولات تصفية قضية اللاجئين أو المساس بالتفويض الدولي الممنوح لوكالة الأونروا ويجب مواصلة الجهود مع الدول المانحة والمؤسسات الدولية لضمان استمرار الدعم الدولي وخصوصا وكالة الأونروا باعتبارها شاهدا حيا على نكبة اللاجئين ومسؤولية المجتمع الدولي تجاهها .

 

قضية اللاجئين ستظل في صلب المشروع الوطني، فهي ليست قضية إنسانية فحسب، بل قضية سياسية وحقوقية تمس جوهر الهوية الفلسطينية، وأن حق العودة هو حق ثابت فرديا وجماعيا، لا يسقط بالتقادم ولا يمكن لأي قوة أن تنتزع شرعيته، وتأتي ذكرى الاستقلال هذا العام وشعبنا أكثر تمسكا بحقوقه، وأكثر إصرارا على مواجهة مخططات الاحتلال، وأكثر التفافا حول مشروعه الوطني مؤمنا بالحق المشروع في الدولة والاستقلال ويعمل بكل إصرار لتحقيق ذلك على كل المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية والشعبية .

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.