الاعلامي سري القدوة يكتب : إرهاب دولة الاحتلال ومليشيات المستوطنين

إرهاب دولة الاحتلال ومليشيات المستوطنين

بقلم : سري  القدوة

الأحد 16 تشرين الثاني / نوفمبر 2025.

 

الاعتداء الإرهابي الذي نفذته عصابات المستعمرين على مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي كفل حارس ودير استيا غرب سلفيت، يمثل إرهاباً منظما وجرائم حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي مما يتطلب رداً عاجلاً وموسعاً من المجتمع الدولي .

 

الجريمة النكراء التي وقعت في مسجد الحاجة حميدة والتي أدت إلى إحراق أجزاء من المسجد وتلطيخه بكتابات عنصرية من قبل عصابات المستعمرين الذين يعتدون بشكل يومي على المقدسات الإسلامية وعلى ممتلكات المواطنين في ازدياد ممنهج في وتيرة هذه الانتهاكات ونوعيتها، وأن إحراق المسجد يدل بشكل واضح على الهمجية التي وصلت اليها آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، كون أن هذه الجريمة تشكل اعتداء صارخ على المسلمين ومشاعرهم .

 

أنه لم يعد هناك أماكن عبادة آمنة في ظل الاعتداءات والجرائم التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسحية على حد سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات مستعمريه، وأن هذه الاعتداءات تعد عنصرية واستفزازية وتضاف إلى قائمة الجرائم الإسرائيلية المتسلسلة بحق المقدسات وتكرار الاعتداءات من حرق وإغلاق ومنع الأذان ما هو إلا دليل على حجم الهمجية الشرسة التي ينطلق منها الاحتلال، لتتجاوز هذه الجرائم كل الشرائع والقوانين الدولية التي كفلت حرية العبادة وإقامة دور العبادة .

 

وقام مستعمرون بالإقدام على حرق مسجد الحاجة حميدة وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه، والأهالي تفاجأوا بقيام المستعمرين بإحراق المسجد عبر سكب مواد قابلة للاشتعال عند المدخل، إلا أن تدخل الأهالي حال دون انتشار النيران على المسجد بالكامل، وأن المستعمرين خطوا أيضاً شعارات عنصرية معادية للعرب والمسلمين على جدران المسجد وتمثل هذه الجريمة دليلا جديدا على تصاعد إرهاب المستعمرين المنظم الذي يجري برعاية مباشرة من حكومة الاحتلال، ويشارك بعض الوزراء في حكومة الاحتلال في دعم هذه العصابات الإرهابية وتمويلها في إطار سياسة رسمية تهدف إلى فرض وقائع ميدانية على الأرض وتنفيذ مخطط الضم والتهويد والتطهير العرقي .

 

العصابات من المستوطنين تتحرك بحرية تامة داخل الأرض الفلسطينية المحتلة باستخدام عربات دفع رباعي مزودة من قبل حكومة اليمين في ظل حماية كاملة من جيش الاحتلال الذي لم يعتقل أيا من منفذي هذه الجرائم بل يوفر لهم الغطاء الأمني والسياسي، وأن ما جرى من حرق للمسجد يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المستمرة التي استهدفت عشرات البلدات والمنشآت الفلسطينية وآخرها الهجوم على مصنع الجنيدي للألبان بالمنطقة الصناعية في بيت ليد قرب طولكرم، في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لتصعيد الإرهاب الاستعماري وإرهاب الدولة ضد أبناء الشعب الفلسطيني .

 

يجب التحرك العربي والإسلامي بشكل عاجل وفاعل لمعاقبة ومنع الجرائم الإسرائيلية ضد المقدسات، ولا بد من المؤسسات الإسلامية الدولية كمنظمة التعاون الإسلامي والمؤتمر الإسلامي والدول العربية والإسلامية بأن تعمل على إنهاء الاعتداءات التي فاقت كل وصف، ويجب ملاحقة قادة الاحتلال ومليشيات المستعمرين دوليا باعتبارهم مجرمي حرب يجب محاسبتهم .

 

ويجب إدراك المجتمع الدولي أن تصاعد الهجمات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والاستمرار في إشعال حرب دينية ستؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بنتائجها، كون ان نار الحرب الدينية ستحرق الجميع، ويجب تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات عملية لوقف جرائم المستعمرين ومحاسبة حكومة الاحتلال بصفتها الراعية والداعمة لهذه الجماعات وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومقدساته .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.