نداء الوطن – متابعة
في وقت تقترب فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس من مراحلها النهائية، يبرز محور موراج جنوب قطاع غزة كأهم نقاط الخلاف المتبقية وربما "العقبة الأخيرة" أمام التوصل إلى اتفاق شامل، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية إسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025.
🛑 إسرائيل ترفض الانسحاب
تُصر إسرائيل خلال محادثات الدوحة على الإبقاء على وجودها العسكري في "محور موراج"، وهو ممر عسكري تم إنشاؤه في أبريل/نيسان الماضي ويمتد بطول 12 كيلومترًا بين خان يونس ورفح، وبعرض يصل إلى 1.5 كيلومتر، ويُعتبر اليوم بمثابة حدود عملياتية داخل قطاع غزة.
وتعتبر تل أبيب أن هذا المحور يوفر لها ميزة استراتيجية تتيح عزل مدينة رفح عن خان يونس، وتقييد حركة المقاومة، ومنع إعادة انتشار عناصر حماس في الجنوب، بالإضافة إلى مرونة عملياتية واستجابة سريعة في حال اندلاع مواجهة مستقبلية، بحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية.
🧭 فيلادلفيا جديدة
يشبّه الجيش الإسرائيلي محور موراج بـ"فيلادلفيا الثانية" في إشارة إلى الممر الأمني القديم على الحدود بين غزة وسيناء، حيث يشكل أداة لعزل المناطق ومراقبة البنية التحتية تحت الأرض وفوقها. وتقول مصادر عسكرية إن السيطرة عليه تضمن "قدماً في الباب" حتى بعد التوصل إلى هدنة، وهو ما يرفضه الجناح السياسي والعسكري في حماس.
🧳 توزيع المساعدات ومراكز أمريكية
وترفض إسرائيل أيضًا التخلي عن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية الأميركية في المنطقة ذاتها، رغم أنها أبدت مرونة تجاه إشراك الأمم المتحدة بشكل حصري في آلية التوزيع. وتعتبر إسرائيل أن السيطرة على المحور تُمكّنها من الإشراف المباشر على هذه المراكز، وهو ما ترفضه الحركة التي تطالب بوقف كامل للوجود الإسرائيلي داخل القطاع.
🚫 موقف حماس
من جانبها، ترى حركة حماس أن الإصرار الإسرائيلي على البقاء في محور موراج يُفرغ الاتفاق من مضمونه السياسي والسيادي، ويمنع إعادة ترتيب الوضع الإداري في جنوب غزة، معتبرة أن هذا المطلب "خط أحمر" لن توافق عليه.
وتحذر مصادر فلسطينية من أن القبول الإسرائيلي بالاتفاق سيبقى معلقًا ما لم يتم حل هذه المعضلة، التي تعتبرها إسرائيل "ضرورية أمنياً"، وتراها حماس "خطرًا استراتيجيًا على مستقبل الحكم الفلسطيني في القطاع".