د.عبدالرحيم جاموس يكتب : جهود امريكية فارغة المضمون من أجل السلام ...!

جهود امريكية فارغة المضمون من أجل السلام ...!

بقلم د.عبدالرحيم جاموس

 

قيادة( إسرائيل) اليمينية الحاكمة تريد ابتلاع الأراضي الفلسطينية كلها قضمة قضمه ، وتعمل بكل الوسائل الجهنمية للتخلص من الديمغرافيا الفلسطينية قتلا او تهجيرا الى خارج الحغرافيا الفلسطينية ، والأغلبية الإسرائيلية فعلا تخشى السلام ولا تعمل من اجله ، ولا تفكر في اي حلٍّ للقضية الفلسطينية سوى حلِ الإبادة او التهجير الطوعي والقسري معا ، والتبريرات الإسرائيلية لذلك هي كثيرة ولا نهاية لها، حتى أن القيادة الإسرائيلية اليمينية قد سبق لها أن رفضت دعوة من زعماء يهود أميركا، لتقديم تنازلات من أجل السلام، ففي رسالة فريدة من نوعها تحمل تواقيع (100) من زعماء يهود أميركا البارزين وقعت منذ ما يزيد عن عشر سنوات مرسلة إلى "نتنياهو" وحكومته، ألحوا فيها على ضرورة تقديم تنازلات جوهرية من أجل السلام، هذه الرسالة التي كانت قد بادرت اليها منظمة "إسرائيل بوليسي فورم"، فلم تجد آذانا صاغية لها في حينه في إسرائيل ولغاية الآن ، بل ازداد الموقف الإسرائيلي تعنتاً وصلفاً ..

واليوم لا زال اليمين المتحكم في حكومة الكيان الصهيوني بقيادة نتن ياهو متمسكا بمواقفه المتعنتة و الرافضة للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ولا زالت الولايات المتحدة تواصل انحيازها السافر لصالح الكيان الصهيوني وعدوانه ، وتوفر له كل أشكال الدعم لمواصلة احتلاله للأراضي الفلسطينية، كما توفر له الغطاء السياسي والقانوني من خلال مواقفها المجافية للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية والمتمثل في رفضها المستمر للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ، واحتجاجاتها ايضا على انضمام دولة فلسطين للعديد من المنظمات الدولية المتخصصة والعامة مثل منظمة اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية ومحكمة الجنايات الدولية والعديد من الاتفاقيات الدولية ، إن ما تطلقه الولايات المتحدة من تصريحات بين الفينة والأخرى على السنة مسؤوليها بشأن حَلِ الدولتين ما هو إلا ذرٍ للرماد في العيون ،وتعدُّ تصريحات جوفاء خالية من اي مضمون عملي ، قد يجبر الكيان الصهيوني الى التوجه نحو القبول بمبدأ حل الدولتين وإطلاق عملية سياسية تفاوضية جادة لإحلال الأمن والسلام على اساس الإلتزام بقواعد القانون الدولي و تنفيذ قرارات الشرعيةالدولية بشأن فلسطين وبشأن إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية ، هذا الإحتلال الذي يمثل آخر إحتلال موجود على سطح الكرة الأرضية ، أن كل ما بذل ويبذل من جهود امريكية بشأن التسوية السياسية هي جهود فارغة من اي مضمون سياسي وقانوني فعلي وعملي لأجل إحلال السلام ، ولا تستهدف تلك الجهود التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاما ، سوى استمرار ادارة الصراع دون الوصول به إلى تسوية عادلة نسبيا ومقبولة ..

لم يبقى أمام الشعب الفلسطيني سوى استمرار نضاله وكفاحه و تعزيز وحدته و صموده وثباته ومواجهته لعدوه و تصعيد مقاومته بمختلف الوسائل و الأساليب لهذا الإحتلال والإستيطان الغاشم ، الذي تمارسه دولة الإحتلال ومستوطنيها ، دون رادع او رقيب ودون اخذ اي اعتبار للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ...

( حكومة الكيان المستعمرة) لا تقيم اي وزن لبيانات الشجب والإستنكارالمتوالية لأفعالها الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني من اي جهة صدرت ، كانت عربية او دولية ..إنها تضرب بها عرض الحائط ..

مستندة في مواقفها إلى الدعم الغربي المستمر والمتواصل لها بصفة عامة ، والأمريكي منه بصفة خاصة ، هذا ما يشجعها على مواصلة تنكرها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومواصلة عدوانها عليه .

د. عبدالرحيم جاموس

24/4/2024 م

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

نداء الوطن