نداء الوطن - CNN
نشرت شبكة "CNN" الأميركية، صباح اليوم السبت، تقريرًا موسعًا كشفت فيه ما وصفته بـ"الخطة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة"، مشيرة إلى أن الخطة لا تترك للفلسطينيين سوى هامش ضئيل جدًا للحركة أو البقاء في أماكنهم.
التقرير، الذي أرفق بخمس خرائط توضيحية، أشار إلى أنه منذ 18 مارس/آذار الماضي، صنفت إسرائيل نحو 80% من مساحة القطاع كمناطق عسكرية أو أصدرت أوامر بإخلائها، مما أدى إلى عمليات نزوح هائلة للسكان.
ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي أن الهدف المعلن من العمليات هو "تدمير حماس وتحرير الأسرى"، صرّح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن الهدف الحقيقي هو "الاستيلاء الكامل على قطاع غزة".
منذ خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار منتصف مارس، فرضت قوات الاحتلال مناطق محظورة بعمق 2-3 كيلومترات داخل غزة، إضافة إلى منطقة عازلة بعرض كيلومتر واحد على الحدود، جرى فيها تدمير واسع النطاق للمنازل، المصانع، والمزارع بحجة "السلامة الأمنية".
كما منعت إسرائيل الصيد في البحر الأبيض المتوسط بشكل شبه كامل، ووفقًا للأمم المتحدة، تم تدمير معظم قوارب الصيد، مما أدى إلى حرمان الفلسطينيين من أحد مصادر رزقهم القليلة.
ووفقًا لتحقيق CNN، أنشأت إسرائيل أربعة "ممرات" داخل القطاع - مفالسيم، نتساريم، كيسوفيم، وموراج - تقسم غزة إلى أربع مناطق خاضعة للسيطرة الأمنية والعسكرية، وقد تم تدمير جميع المنشآت والمزارع الواقعة على طول تلك الممرات.
وأصدر جيش الاحتلال منذ 18 مارس أكثر من 31 أمر إخلاء، ما أدى إلى نزوح قرابة 600 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، مع احتمال تكرار النزوح للعائلات عدة مرات.
في شمال غزة، طُلب من السكان الانتقال إلى الجنوب، رغم استمرار الهجمات الجوية هناك، ثم صدرت أوامر جديدة مؤخرًا بإخلاء معظم الجنوب والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية" في المواصي، وسط مخاوف من هجوم بري وشيك.
يعاني السكان من صعوبات بالغة في التنقل، إذ تُنفذ عمليات الإخلاء سيرًا على الأقدام عبر حواجز الاحتلال. وقالت السيدة إيمان الأغا، وهي أم لستة أطفال فرت من بيت لاهيا:
"قضيت ثلاثة أيام في الشارع مع أطفالي بلا مأوى، لا أعرف ماذا أفعل، أتمنى الموت أحيانًا، ولكن ماذا عن أولادي؟ إلى أين سنذهب؟"
وذكرت الشبكة الأميركية أنه في أوائل مايو، بلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات قياسية، حيث يعاني 93% من السكان من الجوع. كما أن 10% فقط من المنشآت الطبية تعمل بكامل طاقتها، فيما تعمل 33% جزئيًا. أما البنية التحتية للمياه، فإن 70% منها تقع في مناطق يصعب الوصول إليها.
وفي نهاية أبريل، أُجبر مستشفى العودة - آخر المرافق الطبية في شمال غزة - على الإخلاء، ليُترك القطاع الشمالي من دون أي منشأة صحية نشطة.
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يقدّر عدد حالات التهجير القسري في غزة بست مرات للفرد، بينما نزح البعض حتى 19 مرة. وحتى المناطق التي لا تشملها أوامر الإخلاء أو التواجد العسكري تعرضت لأضرار جسيمة، ما جعل إيصال المساعدات الإنسانية شبه مستحيل.
وحذرت منظمات الإغاثة في الجنوب من انهيار الاستجابة الإنسانية، في ظل تدفق متواصل للنازحين وظروف معيشية متدهورة.