نداء الوطن – متابعة خاصة
تتجه الأنظار إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يُعقد غدًا الإثنين لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تقديرات بأن يشهد اللقاء إعلانًا وشيكًا عن اتفاق تهدئة في قطاع غزة، يشمل تبادل أسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.
ومن المقرر أن يُعقد اللقاء الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت فلسطين، وقد حوّله البيت الأبيض من "اجتماع عمل" إلى عشاء رسمي مغلق، ما يعكس الطابع السياسي الحساس للمرحلة. وحتى اللحظة، لم يتضح ما إذا كان سيُعقد مؤتمر صحفي مشترك في ختام اللقاء.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الفجوات ما تزال قائمة بين مطالب إسرائيل وحركة حماس، غير أن دوائر القرار في تل أبيب ترجّح أن يُعلن ترامب عن "تقدم كبير" في المحادثات الجارية، وربما عن ملامح اتفاق شامل.
حراك سياسي على خطين: واشنطن – الدوحة
ويأتي لقاء نتنياهو – ترامب في وقت توجه فيه وفد أمني إسرائيلي رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة، للتباحث مع الوسطاء بشأن تفاصيل اتفاق التهدئة المقترح. ويضم الوفد ممثلين عن الشاباك والموساد والجيش الإسرائيلي، فيما يرأس وفد حماس عضو المكتب السياسي خليل الحية.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن المقترح القطري المطروح يشمل:
-
وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا،
-
الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، وتسليم جثامين 18 قتيلًا،
-
انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق في القطاع،
-
تحسين دخول المساعدات الإنسانية،
-
فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
نجل نتنياهو يرافقه في الزيارة
في تطور لافت، يرافق يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، والده على متن الطائرة الرسمية "أجنحة صهيون" في أول رحلة علنية له ضمن وفد رسمي. وأعلن مكتب نتنياهو أن نجله دفع ثمن تذكرته بنفسه، وسيجلس في الجناح المخصص لوالديه، بينما سيسافر في رحلة العودة على الدرجة السياحية.
الملف الإيراني على الطاولة
ورغم أن التركيز السياسي والإعلامي ينصب على ملف غزة، إلا أن الملف الإيراني سيحتل موقعًا بارزًا في المحادثات الثنائية، حيث يسعى الطرفان إلى صياغة استراتيجية مشتركة للرد على البرنامج النووي الإيراني، ووضع خطوط حمراء واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وتجاوز قدرات الردع.
تفاؤل حذر
ورغم عدم الوصول بعد إلى اتفاق نهائي، تُرجّح التقديرات الإسرائيلية والأمريكية أن يتم إعلان سياسي إيجابي خلال أو بعد اللقاء، خاصة أن واشنطن تسعى لتحقيق اختراق سياسي يُحسب لإدارة ترامب في سنة انتخابية حرجة.
ويأتي هذا الحراك السياسي في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة في قطاع غزة، والتي تزامنت مع بدء محادثات التهدئة، ما يُفسّر – وفق مراقبين – بأنه محاولة لتحسين الموقف التفاوضي قبيل إعلان الاتفاق.