الدور المصري في غزة بالأرقام

 

في الوقت الذي يئن فيه سكان قطاع غزة من تدهور الخدمات الصحية والاجتماعية، وانهيار البنية التحتية بما يصعب من تفاصيل حياتهم بالقطاع، تتنصل حماس من مسؤولياتها تجاه شعب غزة. وتتوافد المساعدات من دول الجوار في محاولة لتخفيف معاناة الغزاويين. وعلى رأسهم مصر، حيث تحرص على الوفاء بمتطلبات دورها الريادي بالمنطقة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني . 

مصر تقدم 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة 

في مطلع مايو لعام 2021 أعلنت مصر تقديم مساعدة قيمتها 500 مليون دولار إلى غزة، للمساهمة في إعادة إعمار القطاع بعد القصف الإسرائيلي الذي تعرض له القطاع آنذاك. 

وكتب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي على صفحته على فيسبوك، أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي يعلن عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لإعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة”. 

وأضاف المتحدث أن “الشركات المصرية المتخصصة ستقوم بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار”. 

65 طن من المساعدات الطبية 

كما أرسلت مصر قبلها بأيام قليلة 65 طنا من المساعدات الطبية إلى غزة للمساهمة في معالجة المصابين، إثر العدوان الإسرائيلي على القطاع. وقالت وزارة الصحة المصرية في ذلك الوقت، إن المساعدات البالغة قيمتها 14 مليون جنيه (890 الف دولار). تتضمن “مستلزمات جراحية ومستلزمات تشغيل الأقسام الداخلية والطوارئ ومستلزمات الأشعة والكسور وآلات جراحية للعمليات الكبرى والصغرى. بالإضافة إلى أقنعة أكسجين وأجهزة تنفس اصطناعي وأجهزة تخدير”. 

وأوضحت أن المساعدات تشمل “كافة أنواع الأدوية ومن بينها أدوية تخدير ومضادات حيوية ومراهم للحروق وأدوية للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والكلى”. 

26 شاحنة تحمل مساعدات غذائية عاجلة لأهالي القطاع 

كذلك تم عبور 26 شاحنة تحمل مساعدات غذائية من مدينة رفح المصرية إلى قطاع غزة. وكذلك 50 سيارة إسعاف مجهزة لعلاج الجرحى الفلسطينيين. 

فتح المعبر ونقل الجرحى وإلغاء الإجازة لعلاج أهالي غزة 

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعليمات إلى السلطات بفتح معبر رفح، للسماح للمصابين الفلسطينيين بالعبور لتلقي العلاج. ودخلت سيارات الإسعاف المصرية للقطاع لنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج. وتم رفع درجة الاستعداد بثلاث منشآت صحية تابعة للهيئة، وذلك حال الاحتياج لمستشفيات إخلاء للجرحى والمصابين من غزة. كما تم تعليق إجازات عيد الفطر المبارك لبعض الأطباء والأطقم الطبية والتمريض المصرية بهذه المنشآت الطبية استعدادًا لاستقبال القادمين من قطاع غزة للعلاج”. 

تجهيز مستشفيات كاملة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين 

وأوضح الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة للإعلام أنه تم تعزيز أكياس الدم بإقليم القناة بـ 330 كيس دم و1827 وحدة بلازما. مشيرًا إلى التنسيق بين بنوك الدم الإقليمية بمحافظتي شمال سيناء والإسماعيلية. وبين خدمات نقل الدم القومية بالقاهرة لإمداد المستشفيات بمخزون من جميع فصائل الدم المختلفة بشكل دوري حسب الحاجة. 

وتابع أنه تم تجهيز مستشفيات “بئر العبد النموذجي، العريش العام، والشيخ زويد المركزي” بمحافظة شمال سيناء لاستقبال المصابين من فلسطين عبر معبر رفح البري. وذلك بطاقة استيعابية تبلغ 288 سريرا داخليا، و81 سرير رعاية مركزة، و233 طبيبا، بالإضافة إلى 44 جهاز تنفس صناعي. مشيرًا إلى إرسال تعزيزات طبية إلى تلك المستشفيات تشمل أدوية ومستلزمات طبية للتدخلات الجراحية تكفي لمدة 3 شهور. موضحًا أنه تم دعم تلك المستشفيات بـ 37 فريق طبي في تخصصات الطوارئ، الرعاية المركزة، التخدير، جراحات القلب والمخ والأعصاب والعظام والأوعية الدموية. 

3 قوافل مساعدات طبية وغذائية من مصر لأهالي القطاع 

وفي نهاية مايو الماضي، أعلنت مصر، وصول المزيد من المساعدات الإنسانية التي قدمتها إلى غزة، بالتزامن مع زيارة مدير المخابرات العامة إلى القطاع لبحث تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل وإعادة الإعمار. 

حيث وصلت 52 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية هدية من الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر لسكان قطاع غزة”. في ثالث قافلة مساعدات مصرية لأهالي القطاع عقب القصف الإسرائيلي. كما تم إرسال 20 حاوية محملة بأكثر من 500 طن من الخضروات والفاكهة والمعلبات والأمتعة والأدوات الكهربائية والأحذية. 

فرق طبية كاملة لعلاج الجرحى 

وأكد مجاهد جاهزية كل من مجمع الإسماعيلية الطبي، ومستشفى طوارئ أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية بطاقة استيعابية 385 سريرا داخليا، و85 سرير رعاية مركزة، و1145 طبيبا وعضو تمريض، لاستقبال الحالات التي تحتاج تدخل طبي دقيق مثل جراحات العظام و جراحات التجميل، بالإضافة إلى مستشفيات القاهرة وتشمل معهد ناصر، دار الشفاء، البنك الأهلي، أحمد ماهر، المطرية التعليمي، الشيخ زايد التخصصي لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي عالي المستوى، بطاقة استيعابية 784 سريرا داخليا، و179 سرير رعاية مركزة، وبها 3606 أطباء وممرضين. 

الدفع بـ 165 سيارة إسعاف 

كما تم الدفع بـ 165 سيارة إسعاف، مجهزة بعناية مركزة وجهاز تنفس صناعي بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية. حيث تم توزيع 50 سيارة منهم على طول معبر رفح، بالإضافة إلى الدفع ب 50 سيارة أخرى كدعم احتياطي من محافظات ” الإسماعيلية، الشرقية، بورسعيد، جنوب سيناء، والسويس”، وذلك بالإضافة إلى جاهزية 65 سيارة إسعاف تعمل بمحافظة شمال سيناء. 

إنشاء مدن مصرية في غزة 

في منتصف الشهر الماضي بدأت أعمال بناء أول مدينة مصرية، في بلدة بيت لاهيال شمال قطاع غزة. ضمن المرحلة الثانية من عملية إعمار القطاع والتي تشرف عليها القاهرة. وتتضمن المدينة إنشاء 300 إلى 500 وحدة سكنية. سيتم تزويدها ببنية تحتية وخدمات كاملة. ويبلغ إجمالي الوحدات السكنية بالمدن الثلاث نحو 2500 وحدة سكنية شمال ووسط وجنوب القطاع. 

يتم تنفيذ المشروعات بأيادي مصرية ومهندسين مصريين. بينما يتم منح العطاءات لمقاولين فلسطينيين لأعمال بناء المدن بحسب تصريحات وكيل وزارة الأشغال والإسكان في غزة، ناجي سرحان. 

وستكون ‏المرحلة الثانية للوحدات السكنية، بالقرب من مدينة الزهراء وسط القطاع. بمساحات أكبر من نظيراتها الموجودة في مدينة العاشر من رمضان. بينما المرحلة الثالثة ستقام في غرب جباليا. 

على الجانب الآخر تجد قادة حماس لا يقدمون لأهالي القطاع إلا مزيدًا من النكبات والتضرر الاقتصادي والاجتماعي. حيث تفيد تقارير رسمية صادرة عن اليونيسيف والأمم المتحدة بتدهور أحوال القطاع “الفقير”. 

انهيار البنية التحتية والبحث عن مياه نظيفة 

فبعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع تضررت حوالي نصف شبكة المياه. وبات أكثر من 800 ألف شخص لا يمكنهم الحصول على المياه النظيفة من الشبكة. بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالآبار والخزانات الجوفية ومحطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي وشبكات توصيل المياه ومحطات الضخ. ما يزيد احتمالية تعرض الأطفال بغزة لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه. كما انخفض إنتاج الكهرباء في مختلف أنحاء القطاع بنسبة 60 % تقريبًا. وعليه باتت المستشفيات هناك تعتمد على المولدات لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية. 

لا كهرباء بالمنازل أو المستشفيات بالقطاع الفقير 

وأفاد تقرير صادر عن اليونيسيف، بتنامي أزمة المياه في القطاع البالغ عدد سكانه 2 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، حيث أكثر من 90% من الأسر تصلها أنابيب المياه التي كانت تنساب منها المياه النظيفة سابقًا. لكنها لم تعد كذلك الآن، وتصل تكلفة المياه النظيفة لأسر القطاع 30 شيكل أي حوالي 7 دولارات لكل 30 متر مكعب. وهي تكلفة مرتفعة للغاية، إذ تحصل غزة على 5% فقط من إمدادات المياه من إسرائيل. أما مصدر المياه الأساسي للقطاع فهو خزان المياه الجوفية الساحلي. لكنه ينضب نتيجة الإفراط في استخراج المياه الجوفية منه. كما أن 4% فقط من المياه الجوفية ملائم للشرب، وذلك بسبب التلوث وتسرب مياه البحر. 

فلسطينييون ينتبهون لخطر حماس #خطفوا_غزة 

يأتي ذلك تزامنًا مع قيام مئات الفلسطينيين بتدشين هاشتاغ _خطفوا_غزة ، تعبيرًا عن رفضهم لممارسات حماس بغزة، وانتقاد لحكم الحركة بالقطاع. خاصة إثر تدهور كافة الخدمات والبنية التحتية للقطاع. وحمل الناشطون حركة حماس مسؤولية الفقر والبطالة والظروف الاقتصادية والإنسانية القاسية. 

حيث وصفت الأمم المتحدة في أحد تقاريرها قطاع غزة بـ القطاع الفقير، جراء الحصار الإسرائيلي والحمساوي بالقطاع وانهيار قطاع الخدمات به. بالإضافة إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم بينما فقد 2500 آخرون بيوتهم جرّاء القصف الإسرائيلي الأخير. 

 

نداء الوطن