نداء الوطن – جنيف
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان صادم، أن سكان قطاع غزة باتوا محاصرين داخل مساحة تقل عن 15% من إجمالي مساحة القطاع، أي نحو 55 كم² فقط، وسط ظروف إنسانية "كارثية" ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية المتعمدة.
وأكد المرصد أن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعيشون الآن في منطقة خانقة، تحت القصف والحصار، محرومين من الماء والغذاء والرعاية الصحية والمأوى، وبمتوسط كثافة سكانية غير مسبوق عالميًا يتجاوز 40 ألف نسمة في الكيلومتر الواحد، ما يجعل غزة "معسكر اعتقال مفتوحًا".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل حوّلت أكثر من 85% من مساحة القطاع إلى مناطق مغلقة ومحظورة بفعل التهجير القسري أو السيطرة العسكرية، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى اقتلاع السكان الأصليين وطمس وجودهم الديمغرافي والسكاني.
ووثّق المرصد تدمير أكثر من 92% من منازل القطاع، ودمارًا واسعًا طال أكثر من 80% من المدارس و90% من المستشفيات، بالإضافة إلى تدمير جميع الجامعات بالكامل. واعتبر أن إزالة الركام ونقله إلى خارج غزة يشكّل محاولة لطمس آثار الجرائم ومنع عودة السكان.
واعتبر المرصد أن ما يحدث في غزة "ليس نزوحًا اضطراريًا"، بل تهجير قسري متعمد يهدف إلى تغيير ديمغرافي شامل. وأكد أن هذا النمط من القتل والتهجير والتجويع يمثل "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان" وفقًا لنظام روما الأساسي والقانون الدولي.
ودعا المرصد جميع الدول إلى التحرك العاجل والفوري لوقف هذه الإبادة، وفرض عقوبات على إسرائيل، وفتح تحقيقات جنائية بحق المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى دعم جهود المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات توقيف جديدة.
وشدد البيان على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف أممي، وإعادة إعمار القطاع، ورفع الحصار، وتقديم التعويض للضحايا، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، التي تمكّن إسرائيل من الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.