كيمنتس دمر الأحلام وأسقط البنيان على أرض كنعان

 

 من المألوف أن تشارك في معركة ضد المُحتَل ،  وتستشهد رافعاً راية النصر والفخر   في آن  واحد ،ومن الطبيعى أن تناضل وتدافع عن وطنك وعرضك ، ويتم أَسّرك من قبل العدو وتقضى سنواتٍ وعقود خلف قضبان الأَسر  ،  ومن المعتاد أن تمضى شهور ولربما لسنوات وانت مطارد وملاحق من قبل قوات الإحتلال الصهيونى ، ومن الدراج ان ترى بأُم عينك وبيتك تقصفه الطائرات الحربية  الإسرائيلية ، ويتساوى  هو وسطح المعمورة، يتطاير الأثاث وتتناثر  الجدارن   معلنة الإنكسار في مشهد من الركام  ، وذلك هو حال كل الشعوب المحتلة  ، ولكن هل يختلف الإحتلال الإسرائيلي عن غيره من الكيانات الإحتلالية في العالم ؟؟!!!!
بالطبع  يوجد اختلاف ومفارقة شديدة  ، فهل  رأيتم من قبل   احتلال  يجبر صاحب المنزل والأرض  الحقيقي  على هدم منزله بيده !!!! فهل هذا من الطبيعى أم من غير المألوف ؟؟!!! ، بل يضع ويشرع  المحتل القوانين الإجرامية والجائرة  من اجل تهجير وطرد السكان الأصليين واستبدالهم بالمستوطنين  اليهود !!!
ومن هذه  القوانين  الفاقدة للعدالة  قانون كيمنتس المعروف بتعديل رقم  ١١٦ لقانون التنظيم والبناء ، والذي تمت الموافقة عليه بعد القراءة الثانية والثالثة في الكنيست الإسرائيلي وذلك في  ابريل ٢٠١٧ م ، وما هو الا قانون استبدادي  وظالم قائم على القمع والعنصرية ، فيما يرتكز هذا القانون الضال على هدم أكبر عدد ممكن من بيوت الفلسطينين داخل الخط الأخضر ، بذريعة البناء دون ترخيص ، ويمنع المحاكم من تجميد أوامر الهدم لمدة عام  ، وعدا عن ذلك يجيز القانون فرض المزيد من  المخالفات على استخدام الأبنية غير المرخصة ، والأدهى والأمر ان كيمنتس ينص على عقاب كل من شارك في بناء البيت الغير مرخص من عمال ومقاولين والمهندس المشرف على عملية  البناء ، وهل يصح أن يحصل الفلسطينى على إذن  من المحتل   للبناء في أرضه ومُلكِه وأرض اجداده  !!!!!!!
حتى الأراضي  الزراعية لم تنجو من كيمنتس ،كيمنتس الذي دمر الأحلام وأسقط البنيان  في الجليل والمثلث والنقب  وجبل المكبر وسلوان والتى فيها ٦٥٠٠ منزل صادر بحقه اوامر بالهدم  والشيخ جراح في العاصمة المحتلة وغيرها  من المدن والقرى الفلسطينية الكنعانية .
ومنذ أن صادقت حكومة الإحتلال على قانون كيمنتس زادات أعداد البيوت المهدمة وفاقت الالاف في فترة زمنية وجيزة ،  وغيرها المئات من المنازل  المعرضة للهدم في أى وقت  لاحق .

 وأتوقع مع انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف تواتر وارتفاع معدلات الهدم خاصة فى  القدس ومحيطها ، وذلك بعد فوز كتلة نتنياهو وشريكه في  التطرف بن غفير ،  ومزيداً من التهويد والاستيطان  ، ولربما نشهد كيمنتس أخر   جديد من نوعه  ، ويستمر الفلسطينون بالدفاع عن وطنهم ومعركة الصمود والتحدي  والبقاء في أرض كنعان ، ولا يبقى من كيمنتس الا الحبر الذي كُتِب به  ، وكما غنت ماجدة 
"فلتسمعوا...ها نحن شعب حامل أوسمة الشهادة....نموت في ترابنا ونعلن السيادة....نموت في رمادنا وتُعلن الولادة"
بالطبع يا ماجدة  هُم الشعب الفلسطيني ، أحفاد كنعان  .
بقلم غادة عايش خضر 
 
 

 

نداء الوطن