المزاح ورذيلة الرذائل تهدم المروءة

نداء الوطن -

 

بكر أبوبكر

إذا كانت المروءة اكتمال الخلق أو تجنُّب الدّنايا والرّذائل، من الأقوال والأخلاق والأعمال. ففيما يلي ذكرٌ لبعض خوارم المروءة، أي مزيلات أو ممزقات المروءة، أوالمظاهرالسلبية أومسببات عدم المروءة التي تنتشر في مجتمعنا المعاصر سواءً أكانت قوليةً أم فعلية، ومنها ما ننتقيه نحنُ من قول الكاتب صالح أبوعراد بالتالي بتصرف.

1. كثرةُ المزاح والمداعبة القولية والفعلية لاسيما مع مَن لا يعرفهم الإنسان.

2. عدم احترام الصغار للكبار سواء أكان ذلك في المجالس أم في المناسبات، وعدم توقيـر كبار السن و إنزالهم منازلهم.

3. الإكثار من تناول الطعام والإقبال عليه بنهمٍ شديدٍ لاسيما عندما يكون الإنسان مدعواً إلى وليمةٍ أو نحو ذلك.

4. أن يأتي الإنسان ببعض الأقوال أو الأفعال الهزلية التي تُضحك منه الناس، كأن يُقلد شخصاً في كلامه، أو حركاته، أو نحو ذلك لغرض السخرية أو التهكم منه وإضحاك الآخرين عليه.

5. ارتداء بعض الناس وبخاصة من هم في سن الشباب للملابس الغريبة الوافدة (تعليق: دلالة الانبهار بالعقل الغربي الاستهلاكي، رغم أنه يحتقر حضارتنا وتميزنا، ويعكس ذلك على هؤلاء).

6. إضاعة الوقت بالجلوس لوقتٍ طويلٍ في المقاهي والاستراحات وما في حكمها لغير حاجةٍ مُلحة . "وفي قول الرسول (ص) ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم تِرَة (أي حسرة وندامة) (تعليقنا: فما بالكم بقضاء جلّ الوقت وتضييعه هدرًا على وسائل التواصل/التبعثر الاجتماعي وبالساعات!؟)

7. كشفُ العورات أمام الناس، وهذا أمرٌ محرَّمٌ ومخالفٌ للمروءة سواء أكان ذلك الكشف صادراً عن الرجال أم النساء.

8. كثرةُ الضحك والقهقهة بصوتٍ عالٍ، وبلغة جسد منفّرة، لاسيما في الأماكن العامة .

9. أن يتحدث الإنسان إلى جُلسائه ببعض الأحاديث المخلّة بالآداب، وأن يُخبرهم (صادقاً أو كاذباً) ببعض القصص والمغامرات والأحداث الفاضحة بحجة الإمتاع والمؤانسة.

10. الكذِب وهو رذيلة الرذائل حيث يقول الشاعر :

وما شـيءٌ إذا فـكَّرت فيه بأَذهب للمروءةِ والجمالِ

من الكذب الذي لا خير فيه وأبعد بالبهاءِ من الرجالِ.

وعرفت شخصًا (مسؤولًا) أعاذكم الله منه كان ومازال يمزح ويقهقه، ويكذب كما يأكل! ولا يتورع عن تكرار كذبته ويحاول أن يُحرجك فيُشهدك على كذباته أمام الناس! قائلًا أليس كذلك يا فلان! فتقف أنتَ محتارًا أتكذبه علنًا وهو المسؤول الكبير؟! أم تدير رأسك؟ وكأنك لم تسمع! أم تبتسم بصمت! ويا له من موقف حرج. ولكنه لحسن الحظ مع هذا الشخص لم يعد الاستعانة بي او بك بالنسبة له ذا قيمة لأن سيرته ككذاب أصبحت حديث المجالس، ولا قيمة لموقعه الرفيع.

 

 

نداء الوطن