خبير الخوازيق، وإحداث الشّقاق!

نداء الوطن -

 

بكر أبوبكر

أسهبَ العربُ في تعريف المروءة، فمنهم القائل كما ورد عند بعض السلف وقد سُئل عن المروءة فأجاب : "ألا تعمل في السرِّ شيئاً تستحي منه في العلانية " كما أورد عبدالرحمن الحنبلي في جامع العلوم والحِكَم، كما ورد في تعريفٍ آخرٍ أن المروءة تعني :"اجتناب الرجل ما يشينه، واجتناؤه [أي جنيه واكتسابه] ما يزينه."، ولا أظن الكذاب أو المتملص بحقد كمين، أوسليط اللسان الا عديم المروءة أيضًا.

أحد قليلي المروءة ممن أعرفهم الموصوفة أخلاقهم ب(أخلاق الشيطان) حسب ابن القيم ويتميزون بما قاله من: الكِبر، والحسد، والعلو، والبغي، والشرِّ، والأذى، والفساد، والغشِّ، اضطررت لمصاحبته فترة من الزمن، من أكثر فترات حياتي كآبة! فرأيت منه ما عجبتُ له! فكيف لك ألا تعجب من شخصية تتعمّد، نعم تتعمّد إحداث الشَقاق والخلاف بين الإخوان، (ما نسميه خبير الخوازيق) وتستمتع بذلك أيمّا استمتاع! وتستثير النعرات، ولا تركّز الا على المثالب والمساويء فقط، وتكبّرها حتى تسد بها الأفق، وهي بالحقيقة لاتساوي شيئًا أمام سيل الانجازات، لكنها أخلاق الشيطان التي لازمت المذكور حتى وهو الآن بين يدي الله على سرير المرض! ونحن لا نقول الا أصلحه الله وشفاه فلعل وعسى.

من آداب المروءة

للمروءة آدابٌ كثيرة قل أن تجتمع في إنسان إلا أن يشاء الله تعالى ؛ ولذلك فإن منازل الناس فيها تتباين تبعاً لما يُحصِّله الإنسان من آدابها ومراتبها . وقد وردت جُملةٌ من الآداب التي يجب أن يتمتع بها صاحب المروءة ، ومنها كما أورد صالح أبوعرّاد في بحثِه المعنون المروءة آدابها وخوارمها (خوارمها بمعنى سلبياتها، أو ما يمزقها ويخرمها) ما نوردهُ ونعلق على بعضه بين هلالين:

1. أن يكون ذا أناةٍ وتؤدةٍ. (تعليق:والمتعجلون كُثُر سواء بالردّ غير اللائق أو الفعل المتسرع، أوإظهار الحقد ولو بكلمة ساخرة، أو إشارة لاهية)

2. أن يضبط نفسه عن هيجان الغضب أو دهشة الفرح، وأن يقف موقف الاعتدال في حالي السراء والضراء .

3. أن يتحلّى بالصراحة والترفع عن المجاملة والنفاق، فلا يُبدي لشخصٍ الصداقة وهو يحمل له العداوة (تعليق: هنا واربط الفرس!)، أو يشهد له باستقامة السيرة وهو يراه منحرفاً عن السبيل (تعليق: وهل ترى الا المنافقين يركبون أحصنة التزلف فيصلون ما يظنونه المراتب العليا؟!).

4. ألاَّ يفعل في الخفاء ما لو ظهر للناس لعُدَّ من سقطاته والمآخذ عليه. (تعليقنا: وما أكثرهم!)

5. أن يُحسن الإصغاء لمن يُحدثه من الناس. (تعليق:ما شاء الله للمُصغين فينا خاصة لدى أصحاب المراكزالعليا الذين يفترضون بذواتهم العليّة اكتمال الرسالة!)

6. أن يكون حافظاً لما يؤتمن عليه من أسرار،ٍ وأُمور لا ينبغي أن تظهر لأحدٍ غير صاحبها.

7. أن يترفع الإنسان بطوعه واختياره عن كل ما لا يليق به من الأقوال الباطلة والأفعال الشائنة والسلوكيات المنحرفة. (تعليق: وصاحبنا المتملص وذاك قليل المروءة كمثال مخروم بكل هذه السلوكيات.)

8. ويتبع لذلك ألا تُخالف أقواله وأفعاله ما جرت عليه العادة من الأعراف والتقاليد الاجتماعية الحسنة.

 

 

نداء الوطن