الحسيني الكارم يكتب: "أصحاب ولا أعز" فيلم المؤامرة

الحسيني الكارم

 

سيبر cyber كلمة لاتينية بمعنى السيطرة عن بعد، ففي عام 1986 أكتشف المفكر الأمريكي «ناعوم تُشومِسكِي» وثيقة سرية منسوبة إلى إحدى المنظمات الماسونية «مجموعة بيلدير بورغ Bilderberg Group» والتي يطلق عليها «حكومة العالم الخفية» والتي جاءت تحت عنوان : «الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة silent weapons for quiet war».

وتسطر هذه الوثيقة الماسونية 10 استراتيجيات للتحكم في الشعوب وهي استراتيجيات التحكّم في البشر والسّيطرة على الشعوب ويكشف العالم والمفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي عن ما يمكن تسميته بـ"استراتيجيات التحكّم والتوجيه العشر " التي تعتمدها دوائر النفوذ في العالم للتلاعب بجموع النّاس وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم.

ويبدو أنّ تشومسكي استند في كلامه على "الوثيقة السريّة هذه " التي يعود تاريخها إلى 1979, وتمّ العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة , وتحمل عنوانا مثيرا "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة ", وهي عبارة عن كتيّب أو دليل للتحكّم في البشر وتدجين المجتمعات والسيطرة على المقدّرات.

ويرجّح المختصّون أنّها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة والرأسماليين والخبراء في مختلف المجالات و مثيرا جدّا بما فيه من فضح لخطط مفزعة يمكن تلمّس تطبيقاتها العينيّة بوضوح في السياسة الدولية, وحتّى المحليّة , وفي الخيارات الاقتصادية والتعليميّة والثقافيه وطمس التراث أيضا والعشر بنود هم:

1-الإلهاء والتسلية
2-افتعال وخلق الأزمات
3-استراتجيه التدرج
4-استراتجيه التأجيل
5-مخاطبة الجمهور على انهم قصر أو أطفال في سن ماقبل البلوغ
6-مخاطبة العاطفة بدل العقل والفهم
7-اغراق الجمهور في الجهل والغباء
8-تشجيع الجمهور على استحسان الرداءه
9- تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب
10-معرفه الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم

وأخطرهم وهو ما نتعرض له وهو عن طريق الإعلام الترفيهي وتقديم محتوي مفرغ يلهي ولايثقف ويحث علي أفعال لاتتناسب معنا من عادات وتقاليد وثقافة ودين ويفتعل أزمات وعرفت تاريخياً باسم «دليل التحكّم في البشر والسيطرة على المجتمعات» كما أطلق عليها «إستراتجيات التحكم والتوجيه والتضليل العشر».

ومن أخطر الإستراتيجيات التي تحتويها هذه الوثيقة الماسونية «إستراتجية الإلهاء أو التسلية The strategy of distraction».

وإستراتيجية إغراق الجمهور في الجهل والغباء: Keep the public in ignorance and mediocrity وإستراتيجية تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة : To encourage the public to complacent with mediocrity وفعل وخلق الأزمات.

وطالبت الوثيقة الحكومات الغربية باستخدام تلك الإستراتيجيات كسلاح لقمع الشعوب العربية بدلاً من سلاح «القمع الشمولي الآله العسكرية».

وقد بدأت الأجهزة الغربية في تنفيذ مخططها الإجرامي لإسقاط الدول العربية بتجنيد ودعم وإنشاء عدد من شركات الإنتاج الإعلامي والفني العربية لتنفيذ الإستراتيجيات العشر السابقة بما فيها إستراتيجيات («الإلهاء وإغراق الجمهور في الجهل) وتشجيع الجمهور على( استحسان الرداءة).

وكانت شركات الانتاج الفني والإعلانات شركات تم توريطها في هذه الجريمة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تشويه اي عمل درامي وتصدير صورة للمجتمع المصري أو العربي صوره لا تناسب العادات والتقاليد وفي الأصل الديانة وعرض السئ والاسوأ والبزيئ كما وأنه شئ عادي.

نعم نجحت الخطة الماسونية وشركات الانتاج الدرامي والاعلاني التابعة لها مثل شركة نتفليكس وهي شبكة عنكبوتية صعب السيطرة عليها لأنها تعرض عبر اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي وليست عبر السينما أو التلفزيون يمكن مراقبتها من اجهزه الرقابة أو الاسرة والتي تعرض محتوي ثقافي وديني لا يتناسب مع عاداتنا وديناتنا الإسلامية والمسيحية.

وكانت تعرضه في بادئ الأمر محتوي بلغات أجنبية وكان معتمده على المستوي التعليمي والثقافي للمشاهد ولكن الان استعانت بنجوم مصريين وعرب وبلغة عربية لتخاطب كل فرد عربي مثل (فيلم أصحاب ولا أعز) في أكبر عملية «تجريف ثقافي ديني اخلاقي» للدولة والشعب والحضارة المصرية والعربية.

كما نجحت في تغيير مزاج الشارع المصري والعربي من الفن الأصيل إلى «فن البزيئ من خيانه وشذوذ وقله حياء من اللفاظ وحركات وعدم احترام الاخر ولا الكبير ولا احترام الاعراف الاسرية» بعد أن استبدلت رموز الفن الجميل بنجوم « ليس مننا ولامن عاداتنا الشرقيه ولا الدينية» قصص ورموز غربية وتم تحويلها للعربية بنجوم عرب.

فضلاً عن تدمير جيل كامل من الشباب نشأ على أفلام هابطة وخليعة ومهينة لتاريخ الفن المصري والعربي والخادشة للحياء العام.

كما نجحت في طمس هوية الأمة المصرية والعربية العريقة التي صورتها أفلام التراث الحقيقي واستبدلتها بهوية فاضحة وماجنة! وبالتالي لابد من ضرورة الاهتمام بالتعليم والترببة والمبادئ الاجتماعية العربية والدينية والوعي الثقافي والاخلاقي واسس التربية الأخلاقي والوطنية وتغيير المفاهيم وتصحيحها التي دخلت على مجتمعنا عندها سيكون المواطن على مستوي من القدر الكافي من الوعي لأن خطورة هذا كله، تؤثر علي الفرد في مجتمعنا وعندما نتذكر هذه الجمل وهي، اعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي، اعطيني تعليما بلا هدف اعطيك فشلا بلا حدود.

فدولة بلا تنمية واقتصاد واستراتيجية هي دولة بلا قوة والدولة التي لا تصنع سلاحها الذي تدافع به عن نفسها دولة جديرة بالاحتلال .. والاحتلال ليس بالقوة العسكرية فقط بل عن طريق المبادئ والتعليم والخلق والسلوك والنخوه والولاء للوطن، فالمثل يقول لا تعطني سمكة لكن علمني كيف أستطيع أن أصطاد سمكة.

وهنا نجد دور المجتمع المدني والأحزاب والإعلام والاسرة والتعليم ودور العبادة وهذا لابد وأن نحاول ونكمل مشوار التنمية والنهوض بوطننا الغالي والتصدي لكل أنواع الفتن وقله الوعي وتجريف العقول والثقاقه حتي الثقافة بالفطرة نحاول أن نستعيدها حتي لا نكون صيدا سهلا للبلطجه والأدمان والاسفاف والرذيلة والإرهاب والنيل من عزيمتنا وسلوكنا ووعينا، حفظ الله الوطن وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.

 

نداء الوطن